قالت الدكتورة السفيرة هيفاء أبوغزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية، إن الإعلاميين لديهم الفرصة لبناء التفاهم والقبول بين الشعوب، وأحيانا يفعلون العكس، يقومون بتأجيج المفاهيم الخاطئة والأحكام المسبقة.
وأوضحت السفيرة أبو غزالة خلال كلمتها فى اجتماع الدائرة المستديرة الذى تنظمه الجامعة العربية فى إطار الاحتفال بيوم الإعلام العربى، أن الإعلام الغربى والعربى بكافة وسائله المسموعة والمرئية والمطبوعة والإلكترونية يبعث يوميا كما ضخما من المعلومات والأخبار التى تنقل إلى الشعوب المتلقية لهذه الأخبار والمعلومات في صورة حقائق ومواقف صادقة. ويساهم ذلك بصورة مستمرة فى مخاطبة وتوجيه الشارع وتكوين أفكار الشعوب والتحكم فى سلوكياتها.
ولفتت إلى أن العالم العربى يشهد حاليا تغييرات سياسية ضخمة تشكل نقطة تحول تاريخية. يتم الإبلاغ عن هذه التغييرات فى وسائل الإعلام العربية وكذلك وسائل الإعلام الغربية.
وأشارت السفيرة هيفاء أبوغزالة إلى أنه كان هناك بعض التصوير السلبى للقضايا العربية فى وسائل الإعلام الغربية فى أوقات مختلفة عبر التاريخ وعبر وسائل الإعلام المختلفة. ومع ذلك، فقد تم زيادة هذه الصورة السلبية من أى وقت مضى منذ أحداث الحادى عشر من سبتمبر وظهور داعش والعصابات الإرهابية على الساحة.
وقالت إن ما ساهم فى زيادة الصورة السلبية عن العالم العربى ما تبثه وسائل الإعلام من مشاهد مرعبة للإرهاب فى المنطقة العربية التى تقوم به عصابة داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية والتى تعتمد على الإعلام بشكل كبير للتسويق لها، فالإرهاب لا يعيش بدون إعلام فهو يهدف بالدرجة الأولى إلى خلق جو عام من الخوف والرعب والتهديد باستخدام العنف ضد الأفراد والممتلكات، حيث تلعب وسائل الإعلام فى العالم الآن دورا هاما فى تشكيل المواقف والآراء، والصور الحالية التى تؤثر على إدراك الشارع، بحيث يصبح هذا التصور كأنه الواقع مما يسبب مشكلة كبيرة فى التفاهم والصراع الحضارى.
وأكدت أنه لم يعد خافيا ما للإعلام من دور أساسى فى نهوض الأمم وتقدم الشعوب نحو تحقيق أهدافها فى التحرر والبناء والنهوض فى مختلف مناحى الحياة.
ووصل الأمر بالإعلام الحديث إلى مستوى دقيق وخطير بحيث أصبح الفاعل والمؤثر الأقوى في العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية على وجه العموم، ويظهر ذلك من خلال التأثير الحاسم للمادة الإعلامية المعاصرة على حياة الإنسان، ومجريات واقعه الاجتماعى والثقافى فى سياق شبكة الإنتاج الصناعى والسياسى والثقافى.
وتمثل المائدة المستديرة اليوم والتى جاءت بمناسبة الاحتفال بالعيد الأول ليوم الإعلام العربى منصة حيوية رئيسة يتيح المجال للقائمين على العمل الإعلامى العربى فى كافة قوالبه المسموعة والمرئية والمقروءة فرصة المشاركة فى حوار بناء حول أهم الموضوعات المطروحة على الساحة خاصة تلك التى لها التأثير المباشر على المؤسسات الإعلامية سواء من ناحية أسلوب التعاطى والتناول أو من ناحية أثر تلك المتغيرات على واقع ومستقبل العمل الإعلامى العربى على وجه الخصوص والمجتمع بشكل عام.
وشددت على إنه من الضرورى تعزيز الدور الريادى والأساسى الذى تقوم به وسائل الإعلام بأشكالها المتعددة، فى مجتمعات اليوم، لخدمة العدالة والسلام وحقوق الإنسان بالتركيز على ما يجمع البشر لا ما يفرقهم وأن يكون الإعلام عامل ألفة وسلام بين الناس. حيث إن وسائل الإعلام هى حقل خصب للتواصل والحوار بين الحضارات المختلفة، والدعوة إلى استتباب العدل والسلام واحترام حقوق الإنسان.
وأكدت إن المسئوليات التى تقع على عاتق الإعلام فى النهوض بالمجتمع تجعل من العلاقة بين الإعلام والتنمية أكثر تقاربا، خاصة فى الدول النامية، إذ من المعلوم أن وسائل الإعلام تقوم بدور فعال فى صياغة الرأى العام وتشكيله إزاء كل القضايا التنموية المطروحة، ويلاحظ أن الإعلام فى هذه الدول يتبنى نظريات ووجهات النظر الغربية فى كيفية استغلال وسائل الإعلام فى تحقيق التنمية المستدامة.
وقالت إن الجامعة العربية تسعى بشكل حثيث إلى تنسيق الجهود لتطوير أداء الإعلام العربى، سواء على المستوى العربى من خلال مجلس وزراء الإعلام العرب الذى تبنى ميثاق الشرف الإعلامى، والاستراتيجية الإعلامية العربية، والاستراتيجية الإعلامية العربية المشتركة لمكافحة الإرهاب ووضع الخطة المرحلية لتنفيذها، أو على المستوى الدولى من خلال المنتديات الإعلامية التى ينظمها فى الخارج بالتنسيق مع مجالس السفراء العرب فى العواصم الغربية.
كما شددت على ضرورة ترسيخ أخلاقيات وأدبيات المهنة الإعلامية بما يتطابق مع المبادئ المتعارف عليها دوليا وتفعيل مواثيق الشرف الإعلامية العربية. والعمل على تطوير الخطاب الإعلامى بحيث يصبح أكثر احتضانا لقيم التسامح ومكافحة التطرف وتقبل الآخر.