اختتم مؤتمر "العرب وإيران فى مواجهة التحديات الإقليمية: الفرص، وآفاق الشراكة" أعماله فى لبنان عقب نقاش دام لمدة 3 أيام متواصلة للمخاطر والتحديات الراهنة فى البيئة الإقليمية وطبيعة أزمة المنطقة، ودور السياسات الغربية وتدخلاتها، إضافة إلى نقد خطاب الأزمة وعرض قضايا التباين والنقاش، واستعراض أفق النظام الإقليمى الجديد، ومجالات التكامل الاقتصادى والتبادل الثقافى بين إيران والعرب.
وحضر الجلسة الختامية، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب فى حزب الله محمد رعد، النائب الوليد سكرية، السفير الإيرانى فى لبنان محمد فتح على، ووزير خارجية إيران الأسبق الدكتور منوشهر متكى، وزير الخارجية اللبنانى السابق عدنان منصور، ومن مصر د. حلمى الشعراوى، ورئيس ملتقى التواصل العربى معن بشور، ورئيس تحرير السفير اللبنانية طلال سلمان، ورئيس المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق د. عبد الحليم فضل الله، ورؤساء مراكز دراسات وشخصيات سياسية وحزبية وحشد من الأكاديميين والمفكرين والباحثين والخبراء الاستراتيجيين الإيرانيين واللبنانيين والعرب.
وحذر الدكتور حلمي شعراوى من اتفاقية "كامب ديفيد" جديدة فى الخليج يمكن أن تحدث بفعل الانسحاب الأمريكى من هناك، فتلجأ تلك الدول إلى حماية إسرائيل، معرباً عن تخوفه من الدور التركى، خصوصاً بعد دورها المخيف في سوريا.واستغرب وجود حساسيات وتوتر غير مفهوم بين مصر وإيران، داعياً المؤتمر للإعداد للقاءات شعبية بين البلدين، ومبدياً اعتقاده أن مصر وإيران يمكنهما أن يلعبا معاً دوراً هاماً، على حد تعبيره.
فيما رأى وزير خارجية إيران الأسبق منو شهر متكى أن الدول المتحالفة مع إيران استطاعت أن تنتصر على أمريكا، مشيرا إلى أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يريد أن يلعب الدور الذى كان يلعبه السلطان العثمانى سابقاً لكنه لن يكون بمقدوره ذلك لأن هذا الحلم هو أكبر من إمكانات تركيا.
ولفت إلى أن "السعودية أيضاً لا يمكن أن تعتبر القوة الأولى فى الإقليم، فهى خلال العقود السابقة كانت تعانى من فقدان الهوية المستقلة، وكانت تشارك فى دعم وتأسيس المجموعات التكفيرية، ومرات أخرى كانت تشارك فى ضربها لذا فإن سياستها غير مطمئنة".
ودعا إلى وضع الملف الفلسطينى فى أولوية إيران والدول العربية لأن هذه القضية تجمعنا، مؤكداً أن الحوار هو ضرورة يمكن أن توصلنا لتحديد المجالات المشتركة والمخاوف المشتركة، على حد تعبيره.
فيما قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب اللبنانى محمد رعد " إن التناقض الجذرى بين إيران والغرب لم يمنع الطرفان من تنشيط حوار بينهما حول معضلة متفجرة لهما مصلحة مشتركة في معالجتها، متسائلاً: فأى مانع يحول دون حوار إقليمى مباشر بين دول العرب وإيران حول المعضلات الساخنة بينهما، والتى لهما معاً مصلحة مشتركة أكيدة فى معالجتها".
وخلص إلى أن "عالمنا العربى والإسلامى يتهدده خطران داهمان فى هذه المرحلة: خطر الإرهاب الإسرائيلى وخطر الإرهاب التكفيرى، فلتكن منا المبادرة للتصدى لهذين الخطرين ولنتشارك إيران والعرب جميعاً فى إنجاز هذه الأولوية".