انهار سعر صرف الليرة اللبنانية في السوق الموازية (السوق السوداء)، مساء اليوم الاثنين، بعد تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء المُكلَّف نجيب ميقاتي، أظهرت بوادر تعثُر في تشكيل الحكومة الجديدة وبددت التفاؤل بالتأليف قبل الرابع من أغسطس الجاري والذي يوافق الذكرى السنوية الأولى لكارثة انفجار ميناء بيروت البحري.
وبلغ سعر الشراء مساء اليوم 20400 ليرة لبنانية لكل دولار و20600 للبيع، وذلك بزيادة تفوق الـ 2000 ليرة لسعري الشراء والبيع عن متوسط سعر الصرف أمس الذي لم يتجاوز 18150 ليرة للشراء و18250 ليرة للبيع أمام الدولار.
وكان الليرة قد حققت الأسبوع الماضي مكاسب كبيرة عوضت جزءاً من خسائرها أمام الدولار، بالتزامن مع الاستشارات النيابية الملزمة التي أسفرت عن تكليف نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة الجديدة؛ إذ بلغ متوسط سعر الصرف 16500 ليرة لكل دولار مدفوعة بالتصريحات التي أكدت آنذاك إمكانية تشكيل حكومة جديدة قبل الذكرى الأولى لانفجار ميناء بيروت البحري والذي وقبل مرور عام على الفراغ الحكومي الذي تشهده البلاد منذ استقالة حكومة الدكتور حسان دياب والمستمرة حاليا في مهام تصريف الأعمال بصلاحيات محدودة.
وكان سعر الليرة قد سجل أدنى مستوى له في منتصف الشهر الماضي بالتزامن مع اعتذار سعد الحريري عن تشكيل الحكومة اللبنانية بعد 9 أشهر من التكليف، بسبب خلافات مع رئيس الجمهورية ميشال عون حول الصلاحيات، وبلغ متوسط سعر صرف الليرة آنذاك 23500 ليرة للدولار الواحد.
ولا يزال سعر الليرة في البنوك مربوط عند حد 1507 ليرات للدولار الواحد و3900 للتحويلات البنكية و12000 لأصحاب الحسابات بالعملات الأجنبية والتي تنطبق عليها شروط خاصة حددها مصرف لبنان المركزي.
وجاءت تصريحات ميقاتي اليوم لتبدد الكثير من الأمل في سرعة إنجاز الحكومة، حيث أكد أن هناك بطئًا في مشاورات التشكيل التي تتم بينه وبين رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، موضحا أن المهلة التي حددها لتشكيل الحكومة الجديدة ليست مفتوحه مضيفا: "يفهم من أراد أن يفهم"، وذلك في إشارة واضحة إلى إمكانية اعتذاره عن التكليف بتشكيل الحكومة الجديدة في حال استمر الوضع الراهن والذي بدا أنه يشهد عدم اتفاق كامل بين ميقاتي وعون حول التشكيل الجديد للحكومة ليكون -في حال اعتذاره- ثالث رئيس وزراء مكلف يعتذر عن المهمة خلال عام لعدم الاتفاق مع رئيس الجمهورية، وذلك خلفا للسفير مصطفى أديب الذي اعتذر بعد قرابة 27 يوما على تكليفه، وسعد الحريري الذي اعتذر في منتصف الشهر الماضي بعد قرابة 9 أشهر على تكليفه.