تحت عنوان "من سيمول حلم إعادة بناء سوريا لمجدها السابق؟"، قال الكاتب روبرت فيسك، إن رجال أعمال وعملاقة بناء ورواد أعمال لبنانيين يخططون بالفعل لإعادة بناء سوريا الممزقة.
وأضاف فيسك فى مقاله بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن رغم مقتل 280 ألف سورى حتى الآن جراء الحرب الأهلية المستعرة فى البلاد، ورغم تساؤل البعض عن جدوى إعادة بناء البلاد المحطمة، إلا أنه لا يوجد من هم أكثر خبرة من الرجال والنساء الذين استطاعوا –ربما ليس بنجاح كبير- استعادة أمجاد عاصمتهم بيروت بعد 15 عاما من الحرب الأهلية.
وأوضح فيسك أن القطاع الخاص اللبنانى منشغل بمناقشة تكاليف إعادة البناء المرعبة لجارتهم، مشيرا إلى أن الخسارة الاقتصادية للصراع السورى تقدر حتى الآن بـ185 مليار جنية إسترلينى، ووفقا للاستشارات السورية، إعادة البناء ستستغرق بين 15 و20 عاما. ويتساءل فيسك: لكن لماذا الانتظار حتى نهاية الحرب؟، "فإذا تمكن جورج مارشال من وضع خطة لإعادة بناء أوروبا قبل نهاية الحرب العالمية الثانية، فلبنان ينبغى أن يعد الآن لإعادة بناء سوريا"، على حد قول نقولا نحاس، وزير اقتصاد لبنانى سابق.
وأشار الكاتب إلى أن اللبنانيين لا يريدون أن لا يكون لهم نصيب من أرباح إعادة البناء بمجرد انتهاء الحرب، بغض النظر عمن سيكون مسئولا عن سوريا حينها، فهناك خطط لزيادة مقدرة ميناء بيروت، وميناء مدينة طرابلس الصغير، وإعادة فتح مطار فى أقصى شمال لبنان.
وأوضح فيسك أن البنوك اللبنانية، -وهناك سبعة بنوك لبنانية خاصة فى سوريا اليوم- هى المؤسسات الوحيدة التى تعرف كيف تفتح اعتمادات بنكية كافية لتمويل مواد إعادة البناء، مما يعنى أن إعادة بناء سوريا سيدر عليهم أرباح كبيرة.
وتحدث فيسك عن مدى صعوبة تحقيق هذه الخطط، لاسيما مع عدم حصول الشباب السورى على قدر التعليم الذى يؤهلهم لهذه المهمة، ومع ذلك، يرى أن اللبنانيين يمكنهم المساعدة فى مجالات التعليم والصحة، نظرا لخبرتهم فى اعادة احياء بيروت بعد الحرب.
أما عن الجهة التى ستمول إعادة بناء سوريا، فاعتبر فيسك أن دول الخليج سترفض بكل تأكيد إذا استمر بشار فى الحكم، بينما ستريد روسيا والصين وإيران أن تموله حال بقاءه، وحينها لن يشمل البناء المعارضة السورية بالخارج، وبالطبع الولايات المتحدة، "أو ربما سيصبح الجيش السورى المنتصر الوسيط والضامن لمستقبل سوريا الاقتصادى، بغض النظر عن الزعيم الرسمى؟، فكما نعرف العالم يحب الجيش...والجيش السورى سيعيد بناء سوريا. معنى مكرر، ولكن أستطيع أن أتخيله على لوحات الإعلانات".