تجربة رمضان فى إسطنبول لها بريق وطابع خاص، خاصة أن الأتراك يعتبرون شهر رمضان مناسبة للاحتفال والتجمع، وتتحول المدينة إلى أنوار وشعلة مضاءة فى كل مكان، إلى جانب عرض الكتب الإسلامية والمقتنيات الصغيرة والهدايا والتذكارات والألعاب للأطفال، بالإضافة إلى الطبول التى تدق فى كل ليلة وقت السحور.
وتنتشر موائد الرحمن فى إسطنبول، خاصة شارع التقسيم وميدان "السلطان أحمد" التى تستوعب الآلاف من الصائمين .. وسط جو روحانى جميل يجذب أعدادا كبيرة من السياح المسلمين.. مع إطلاق مدفع الإفطار فى ميدان السلطان أحمد، إذ يوضع فى المنطقة الواقعة بين النافورة الألمانية، وموقف التروماى.
المسلة المصرية
موائد إفطار تكفى لما يزيد عن ستة آلاف شخص، فى المسافة الواقعة بين المسلة المصرية، والنافورة الألمانية.
وتقع المسلة المصرية فى الطرف الجنوبى من ميدان جامع السلطان أحمد، والمعروف بالجامع الأزرق، وهى مسلة قديمة، قدمت من مصر إلى إسطنبول للإمبراطور الرومانى ثيودوسيوس الأول فى عام 390 بعد الميلاد، وحملها على السفن وتم تثبيتها فى مكانها الحالى.
وصُنعت المسلة أولا من قبل الفرعون المصرى «تحتمس الثالث» فى القرن الخامس عشر قبل الميلاد، ويبلغ الطول الحقيقى للمسلة هو 30 مترا، إلا أنها تعرضت للضرر والتخريب أثناء نقلها من مصر، ولذلك يبلغ طولها الحالى 18.45 متر.
وعادة ما يجذب إفطار السلطان أحمد عددا كبيرا من السياح المسلمين، وحتى غير المسلمين الذين يرغبون فى التعرف على الشعائر الإسلامية، إذ يصبح الميدان مجمعا لألسنة، وثقافات، وألوان متعددة، تتناول طعامها فى وقت واحد، مع ارتفاع صوت الآذان، وتتنوع مظاهر شهر رمضان المبارك فى تركيا بصفة عامة وتزداد تنوعا فى مدينة إسطنبول التاريخية التى يترك تاريخها الطويل بصماته الواضحة على قسمات وملامح شهر الصوم هناك .