اهتمت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بمصير العراقيين الذين تمكنوا من الفرار من جحيم تنظيم "داعش" الإرهابى فى مدينة الفلوجة، وتوصلت إلى حقيقة أن خروج هؤلاء من المدينة لم ينه مأساتهم الكبرى ولم يكتب نهاية لخوفهم.
واستهلت الصحيفة - فى تقريرها الصادر اليوم الأربعاء - بالتحدث عن أسرة عراقية ظنت أنها باتت فى مأمن لدى خروجها من مدينة الفلوجة، حتى أنها صرخت من الفرحة عند وصولها على أطراف المدينة، ولكن الدقائق التى تلت هذه الفرحة حملت معها أهوال الخوف عندما قُتل أحد أفرادها على حين غرة حين انفجرت فيه إحدى القنابل التى زرعها رجال الميليشيات الذين يحاصرون المدينة من الخارج.
ووصف أيمن فاروق، 17 عاما، هذا المشهد بـ"الشنيع"، قائلًا: إن ذويه رقدوا على الأرض غارقين فى دمائهم وكانوا يصرخون طلبا للمساعدة"، مشيرا إلى أن أربعة من أقربائه – جميعهم أطفال - قُتلوا فى الفلوجة، وأن آخرين فقدوا أطرافهم وكان لابد من حملهم لمدة نصف الساعة قبل أن يصلوا إلى المنطقة الخاضعة لسيطرة الجيش العراقى.
ونوهت الصحيفة بأن القوات العراقية تحاول استعادة السيطرة على الفلوجة، التى سقطت فى أيدى مسلحى داعش قبل أكثر من عامين، فيما يواجه المدنيون هناك أهوالا كثيرة ومخاطر جسام لدى محاولتهم الفرار من المدينة؛ فبجانب المتفجرات المزروعة فى شوارع الفلوجة، يحاول مسلحو داعش منع السكان من الفرار كى يستخدموهم كدروع بشرية، فيما وصف أحد الأشخاص كيف أن المسلحين طاردوا ذويه وهم يحاولون الفرار إلى أن تمكنوا من قتل ثلاثة منهم.
وقالت الصحيفة: "حتى أولئك الذين وصلوا إلى أماكن آمنه لم تنته مأساتهم بعد؛ حيث أصبحت الحكومة العراقية ومنظمات الإغاثة تتحمل فوق طاقتها فى توصيل المساعدات لهم، حتى إمدادات مياه الشرب لم تعد كافية لهم"، لافتة إلى أن أكثر من 4ر3 مليون عراقى قد تشردوا بسبب الصراع مع داعش حتى قبل بدء عملية تحرير الفلوجة، وأن هناك توقعات بزيادة هذه الأعداد عندما تقتحم القوات العراقية المدينة.