قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أحمد رشيد خطابي، إن خسائر فادحة تناهز بحسب المنظمة العالمية للسياحة 4000 مليار دولار عن 2020- 2021 من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بسبب جائحة كورونا، مما كان له انعكاسا كارثيا غير مسبوق على قطاع السياحة والمرافق المرتبطة بها في العالم بما فيها منطقتنا العربي.
وأضاف خطابي، في كلمته أمام اجتماع المكتب التنفيذى لوزراء السياحة العرب اليوم الثلاثاء، أن الجامعة العربية، حرصت على إحكام التنسيق بين الدول الأعضاء، والدفع بالخطوات المقدرة لكل من المنظمة العربية للسياحة، والمنظمة العربية للطيران المدني والاتحاد العربي للنقل الجوي من خلال الفريق المعني بإدارة الأزمات في التعامل مع تداعيات الجائحة بمجموعة من التوصيات العملية بما في ذلك وضع مبادئ استرشادية لتوحيد إجراءات تسجيل واعتماد اللقاحات واستخدامها بين الدول العربية والتي وافق عليها المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الدورة 108 في شهر سبتمبر المنصرم.
واستطرد أن هناك حاجة ملحة لإعادة تشكيل شامل وجريء للمنظومة السياحية العربية عبر اعتماد حلول قابلة للتنفيذ من قبيل تشجيع السياحة الداخلية، وإرساء مقومات سياحة عربية بديلة تستفيد من فرص التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، وتطوير المنتجات والخدمات السياحية، والإقدام على إعادة النظر في أدوات عملنا بما في ذلك، إن اقتضى الأمر، مراجعة الاستراتيجية العربية في الحقل السياحي. وإنني على ثقة أن المقترحات المعروضة على أنظار المجلس ونقاشاتكم البناءة ستشكل عناصر إثراء لهذه الوثيقة المرجعية متطلعين لإرساء حكامة سياحية عربية ناجعة قادرة على التأقلم مع هذا الوضع الاستثنائي.
ودعا الأمين العام المساعد إلى الاستفادة من المقاربات الوطنية عبر مزيد من التعاون وخاصة على صعيد برامج وآليات دعم المقاولات السياحية الصغرى والمتوسطة، وكذا الانفتاح على تجارب شركائنا عبر العالم، في أفق التأهيل لمرحلة ما بعد جائحة كورونا، وما يتطلب ذلك من تدابير آمنة ومسؤولة في أفق التعافي الكامل.
واختتم كلمته بالتأكيد على أن كسب هذا الرهان يتوقف على الاستغلال الأمثل لمؤهلات الجذب السياحي لمنطقتنا العربية، بما تزخر به من تنوع جغرافي وثقافي وحضاري، والتي مع ذلك ما زالت تشكل 2 .6 في المائة فقط من السوق السياحي الدولي مما يحثنا جميعا -حكومات ومنظمات ومهنيين- على تملك رؤية استشرافية، رغم كل الصعوبات والتحديات القائمة، لتقوية قدراتنا التنافسية وتناسق مبادراتنا وبذل جهود أكثر فعالية تجسيدا لطموحنا الجماعي في تكريس الدور الوازن لهذا القطاع الحيوي الواعد في تحقيق التنمية المستدامة.