أكد رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز، عمق ومتانة العلاقات الأردنية الصينية، ووصفها بالاستراتيجية القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مشيرا إلى أن الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني يسعى باستمرار إلى تعزيز العلاقات في مختلف المجالات وخاصة الاقتصادية والاستثمارية منها.
وقال الفايز - خلال مباحثات أجرها اليوم الأربعاء عبر تقنية الاتصال المرئي، مع رئيس المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني "لي تشان شو"، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الأردنية (بترا) - إن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الصيني "شي جين بينغ" حريصان باستمرار على تقوية العلاقات بين البلدين والبناء عليها في مختلف المجالات، مشيرا الى أن هناك لقاءات واتصالات دائمة ومتواصلة بينهما للتشاور والتنسيق حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وخاصة القضايا العربية العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وثمن الفايز مواقف الصين الداعمة للقضايا العربية العادلة، ولموقف الملك عبدالله المتعلقة بضرورة إيجاد تسوية سياسية للقضية الفلسطينية، وفق القرارات الشرعية وحل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وتأكيد الصين الدائم أن أي خطة منفصلة عن مسار السلام في الشرق الأوسط لن تحقق السلام الدائم في المنطقة، وكذلك دعم الصين للأردن في مختلف المجالات وخاصة الاقتصادية والاستثمارية.
وأكد الفايز أهمية توسيع دائرة الشراكة الاقتصادية الاستثمارية بين البلدين وخاصة في مجالات النقل العام، ومشاريع الطاقة المتجددة، والسياحة، داعيا المستثمرين ورجال الأعمال في الصين إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في الأردن، واستغلال موقع الأردن الاستراتيجي، الذي يشكل حلقة وصل بين آسيا وإفريقيا وأوروبا، ومنها إلى الولايات المتحدة، ما يجعله منطلقًا للأعمال والاستثمارات الإقليمية والعالمية، خاصة وأنه يرتبط باتفاقيات تجارية حرة إقليمية ودولية مهمة إلى جانب احتضانه لعدد من المناطق الاقتصادية والتنموية والحرة والصناعية ومجمعات الأعمال.
وبدوره، أعرب "لي تشان شو" عن تقديره العميق لدور الملك عبدالله الثاني لإنهاء صراعات وأزمات المنطقة، مؤكدًا دعم بلاده للجهود الأردنية على مختلف الصعد الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك دعم الصين المُطلق للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والعمل من أجل إعادة عملية السلام إلى مسارها.
وأشار لي إلى أن الصين ترفض تغيير الوضع القائم في القدس، وتعمل مع الأردن لإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية، مقدرًا الدور الإنساني الكبير للأردن تجاه استضافة اللاجئين السوريين وتقديم الرعاية لهم.
وووضف لي العلاقات الثنائية بين البلدين بأنها علاقات استراتيجية في مختلف المجالات؛ داعيا إلى بذل المزيد من الجهود المشتركة للارتقاء بها إلى مستويات جديدة، وانتهاز الفرص من أجل تعاون أكبر على الصعيد الاقتصادي والتجاري، وخصوصًا بعد جائحة كورونا، مثمنًا مواقف الأردن الداعمة لبلاده في المحافل الدولية.
وقال "لي" إن الصين ستعمل على دعم مختلف الخطط الأردنية المُتعلقة بالتنمية والأمن الغذائي، وإقامة المزيد من المشاريع الاستثمارية في الأردن، داعيًا إلى زيادة صادرات الأردن من الفوسفات والأسمدة والبوتاس إلى الصين، وإقامة المعارض الصناعية والتجارية الأردنية في فيها.
وجرى - خلال المباحثات - استعراض مجمل الأوضاع الراهنة في المنطقة، حيثُ عرض الفايز أبرز التحديات الاقتصادية التي تواجه الأردن، جراء ما يحيط به من صراعات سياسية وما رتبه اللجوء السوري الكبير من تداعيات طالت مختلف القطاعات والبنى التحتية، إضافة إلى تداعيات جائحة كورونا.