قال رئيس المجلس الرئاسي الليبى محمد المنفي، إن التدخل الخارجى السلبى لم يمنح الفرصة لوحدة الليبيين، ولا زال يعيق التقدم السياسى وجسر الهوة والشراكة في ليبيا، مشددًا في الوقت نفسه على أن المجلس الرئاسي الليبى ملتزم بدوره المرسوم، وفق الاتفاق السياسي الليبي باعتباره السلطة العليا في البلاد، ويمثل وحدتها محليًا ودوليًا وقيادة القيادة العليا للجيش الليبى.
وتابع المنفي، في كلمة بالدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة في المقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك، أن المجلس الرئاسي الليبى يدعم الجهود التي أفضت إلى استئناف النفط والغاز من كافة مناطق ليبيا لما يحققه من مصالح وطنية واستقرار في الأسواق الدولية، مؤكدًا أن المسؤوليات تحتم على المجلس الرئاسى العمل فى مسار وطنى متوازن وغير منحاز.
وأوضح أن المجلس الرئاسي الليبى يحرص على إدارة شفافة وعادلة لعوائد النفط، مؤكدا أن ثروة كل الليبيين بشكل يحيد المال العام عن الصراع السياسى، ويضمن توظيفه لمصلحة جميع الليبيين بمختلف مناطق البلاد، ويضمن توظيفه لمصلحة جميع الليبيين فى مختلف مناطق البلاد، دون تمييز سياسى أو جغرافى، الأمر الذي فى حال إنجازه قد يخفف من حدة الصراع الدائر على السلطة التنفيذية، ويوفر بيئة أكثر استقراراً وملاءمة للتحول الديمقراطي المنشود.
وطالب المنفى بضرورة عودة الزخم إلى المسار الاقتصادى، وهو أحد المسارات الثلاثة لمؤتمر برلين، الذى قال إن مخرجاته أُهملت فيما يتعلق بالشفافية والعدالة في إدارة الموارد النفطية، وضبط الإنفاق العام، وتوجيهه لمستحقيه، والحد من سطوة الفساد.
وأوضح المنفي أن المجلس يتابع بحرص شديد، جولات الحوار بين مجلسي النواب والأعلى للدولة الليبيين، التي لم تفضِ بعد إلى أي اتفاق حول القاعدة الدستورية اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، لكنه شدد على أن المجلس الرئاسي لازال يؤكد أن هذه الحوارات "لا ينبغي أن تستمر من دون حدود زمنية، وأنه على استعداد تام للتدخل من أجل الخروج بالعملية السياسية من طريقها المسدود متى ما استلزم الأمر ذلك."
وقدم رئيس المجلس الرئاسي الليبي الشكر إلى الاتحاد الأفريقي على تعاونه من أجل إطلاق المصالحة الوطنية لدعم كافة المسارات للوصول إلى الاستقرار والسلام المنشود، مشددا على أن ليبيا "تنظر بإيجابية لدور الأمم المتحدة رغم تباطئه خلال الفترة الأخيرة، ونتطلع للتعاون مع القيادة الجديدة لبعثتها، ونحثها على مباشرة العمل الجاد للمساعدة في الوصول إلى مخرج من حالة الانسداد السياسي، وفتح الطريق أمام المغامرات والمبادرات الفردية، ويكاد يعصف بكل الإنجازات السياسية التي تحققت من خلال الحوار الليبي، الذي رعته منظمة الأمم المتحدة في ليبيا."
وقال المنفي إن "ليبيا تمر بعقد يملأه الألم والأمل وهي تتلمس طريقها نحو بناء المؤسسات وإرساء مبادئ الديمقراطية"، مشددًا على أن الشعب الليبى أثبت للعالم أنه نسيج واحد متماسك كتماسك أرضه كمصير مشترك، وتابع أن "الشعب الليبى يرسم بوعيه خارطة طريق للوطن الواحد، ويمنحنا الأمل والعزم لبناء الدولة ورسم مسارها نحو السلام والاستقرار والازدهار."