شدد رئيس الوزراء اللبنانى نجيب ميقاتى خلال المناقشة العامة للدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة المنعقدة فى نيويورك، على أن بلاده تتميز بثقافة ضاربة فى التاريخ وتعد رسالة سلام وتسامح وحوار، قائلا إنه فى حين يمر لبنان بفترة عصيبة، فإن الصعوبات لن تثنى اللبنانيين عن المضى قدما فى إعادة ترسيخ ازدهارهم وتزخيم الدور الريادى الذى طالما لعبه لبنان عالميا.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال "ميقاتي": "نرید لبنان ساحة تلاق ولیس ساحة فرقة - نریده مساحة للحوار ولیس التنافس - نريده أمينا لمخزونه الروحي الذي يجمع قيم الأديان السماوية وقيم الحق والعدل في هذا العالم، ويقيني أنه بوحدة شعبه ومساعدة أشقائه وأصدقائه نستطيع تحقيق ما نصبو إليه."
وأعرب "ميقاتي" عن تقديره لبعثة الأمم المتحدة المؤقتة فى لبنان "الیونیفیل" لما تبذله من تضحيات وجھود من أجل الحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان، بالتنسيق الوثیق مع الجیش اللبناني الذي قال إنه يتطلع مع الأمم المتحدة وعبرها "إلى تعزيز قدراته العسكرية وتخفیف الأعباء المادیة علیه." وأكد في ھذا السیاق، "التزام لبنان التام بتنفیذ كامل للقرار 1701 وكافة قرارات الشرعیة الدولية."
وأكد "ميقاتي" مجددا، تمسك لبنان المطلق بسیادته وحقوقه وثروته في میاھه الإقليمية ومنطقته الاقتصادية الخالصة، وكرر في هذا الإطار رغبة لبنان الصادقة في التوصّل إلى حلٍّ تفاوضي طال انتظاره.
وشدد رئيس الوزراء اللبناني على أن "بلده مصمّم على حمایة مصالحه الوطنية وخيرات شعبه وعلى استثمار موارده الوطنية، ویعي أھمیة سوق الطاقة الواعد في شرق المتوسط لما فیه ازدهار اقتصادات دول المنطقة وتلبية حاجات الدول المستوردة."
ورحّب "ميقاتي"، بالعمل الهادف إلى إيجاد تفاهم دولي لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل إنفاذا لقرار الجمعية العامة رقم 73 / 564 ، مشيداً بما تحقق لهذه الغایة في دورات المؤتمر السابقة، وقال إن لبنان يتطلع لأن تتكلل بالنجاح الدورة الثالثة من المؤتمر المزمع انعقادها برئاسة لبنان في نوفمبر المقبل، وأن تسھم في دعم مسار إنشاء المنطقة الخالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.
وأشار "ميقاتي" إلى التدهور الاقتصادي والاجتماعي وانهيار سعر صرف الليرة اللبنانية، الأمر الذي نال من سائر المؤسسات ووضع غالبية اللبنانيين تحت خط الفقر.
وقال رئيس الوزراء اللبناني إن تبعات هذه الأزمة بالإضافة إلى إغلاقات كورونا وفاجعة انفجار مرفأ بيروت وتداعيات الأزمة السورية وأعباء النازحين وضعت الحكومة اللبنانية أمام أزمة سياسية غير مسبوقة، حتمت علينا السير ببطء وحذر شديدين في حقل ألغام سياسية واقتصادية، لتدارك الوضع وتأسيس الأرضية المناسبة للمساهمة في الوصول بالبلاد إلى بر الأمان.
وأوضح "ميقاتي" أن بلاده تعول للخروج من هذه المحنة على أصدقائها وفي طليعتهم الدول العربية، كما تعول على الأمم المتحدة ودولها الأعضاء، شاكراً ما تم توفيره إلى الآن، مناشدا الدول الشقيقة والصديقة أن تقف إلى جانب لبنان وتؤازره في محنته.
وشدد رئيس الوزراء اللبناني، على ضرورة أن يتم رفع الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، وتحقيق الدولة الفلسطينية السيدة والمستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتنفيذ كافة قرارات الشرعية الدولية بهذا الشأن بما في ذلك عودة اللاجئين إلى ديارهم، ورحب "ميقاتي" بأي دعم للوكالة الأممية التي تعنى باللاجئين الفلسطينيين للخروج من أزمتها.