توقع أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن تشهد الأيام والأسابيع المقبلة أوضاعًا معيشية صعبة فى مدن سورية مثل حلب، على الرغم من قيام بعض الدول من خارج المنطقة باستقبال اللاجئين، والتعهد بتوفير فرص لإعادة توطينهم للتخفيف من الأعباء على بلدان اللجوء الأول.
وأوضح أبو الغيط، خلال كلمته فى افتتاح أعمال الاجتماع الاستثنائى لعملية التشاور العربية الإقليمية حول الهجرة بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، أنه لا تزال هناك حاجة لإيجاد آلية تضمن قيام الدول المستقبلة بالالتزام بتعهداتها، حيث إن عددًا كبيرًا من اللاجئين لا يزالون فى حاجة لملجأ يشعرون فيه بالأمان لأنفسهم ولأسرهم حتى انتهاء الأزمات فى بلدانهم الأصلية.
ونوه الأمين العام إلى أن هناك تضيق للإجراءات فى تسجيل اللاجئين بسبب الأوضاع الأمنية الأخيرة فى الدول الأوروبية، ويوجد أيضاً تدهور فى الأوضاع المعيشية فى أماكن الانتظار الخاصة باللاجئين، واحتجاز اللاجئين على الحدود فى أوضاع معيشية ومناخية صعبة وعدم التدخل فى بعض الأحيان لإنقاذ اللاجئين الذين يواجهون مواقف صعبة على غرار المتجهين إلى أوروبا فى قوارب عبر البحر المتوسط، والذين ايضاً يقعون ضحايا لحركات الهجرة المختلطة وفريسة للتهريب وللاتجار فى البشر لدى قيامهم برحلات محفوفة بالمخاطر، لا سيما عن طريق البحر.
وأوضح أبو للغيط خلال الاجتماع الذى يعقد فى إطار التحضير للاجتماع العام رفيع المستوى بشأن التعامل مع التحركات والتدفقات الكبيرة للاجئين والمهاجرين الذى تعقده الجمعية العامة للأمم المتحدة على هامش دورتها العادية الواحدة والسبعين فى 19 سبتمبر 2016، أن قضية اللاجئين تفرض نفسها بقوة على الساحة الدولية حالياً، حيث تواجه المنطقة أوضاعاً استثنائية وحالات طوارئ غير مسبوقة من حيث عددها وتعقيداتها واتساعها وطول مدتها، نتيجة للأزمات التى تشهدها بعض دول المنطقة.
وأوضح أن المنطقة تشكل فى ذات الوقت منشأً ووجهةً وجسراً لعبور اللاجئين والمهاجرين، وتعتبر المُصدّر وكذلك المستضيف الأول للاجئين فى إطار مناطق العالم، حيث يوجد فى المنطقة ما يقرب من 53% من إجمالى عدد اللاجئين فى العالم، وبذلك فهى تتحمل العبء الأكبر لهذه الأزمات.
وأوضح أبو الغيط أن الهجرة بأشكالها المختلفة تلعب دوراً كبيراً فى المنطقة العربية التى تضم بلدان منشأ وعبور ومقصد فى نفس الوقت. ففى عام 2015 استضافت المنطقة العربية أكثر من 37 مليون مهاجر، كما بلغ عدد المهاجرين من البلدان العربية نحو 25 مليون مهاجر.
وأشار إلى أن قضية اللاجئين فى المنطقة العربية تعد هى الأطول مدةً فى العالم، حيث بدأت بالتهجير العربى الفلسطينى من الأراضى الفلسطينية المحتلة فى عام 1947 و1948 و1950، وتفاقمت على مدى السنوات الأخيرة فى أنحاء مختلفة من الوطن العربى بعد وقوع الأزمات فى كل من سوريا وليبيا واليمن، وربما أيضاً العراق بدءا من 2003، إضافة إلى الأوضاع الصعبة فى كل من السودان والصومال.
وتابع: "بشكل عام هناك اتفاق على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية الدافعة لخروج تدفقات الهجرة غير النظامية والمختلطة، وهذا ما يتم التأكيد عليه دائماً فى البيانات الصادرة عن عملية التشاور العربية الإقليمية حول الهجرة، وبيانات مجلس الجامعة ذات الصلة، كما تم طرحه من خلال الموقف العربى بشأن الهجرة واللجوء الذى تم إعلانه أمام الاجتماع التشاورى على مستوى المندوبين بين الدول الأعضاء فى جامعة الدول العربية ومجلس الأمن والذى عقد بمقر الأمانة العامة فى 21 مايو 2016".