تعتزم وزارة العمل السعودية التحرك بشكل "عاجل وفورى" لمعالجة اوضاع آلاف العمال الهنود، بما يشمل السماح لهم بنقل كفالاتهم أو اصدار تأشيرات خروج، بحسب ما نقلت صحيفة محلية الاربعاء.
يأتى ذلك فى وقت وصل فجر اليوم إلى مدينة جدة، المقر الصيفى للحكومة السعودية، وزير الدولة الهندى للشؤون الخارجية فيجاى كومار سينغ، بعد يومين من اعلان بلاده انها تتفاوض مع الرياض لاعادة الآلاف من مواطنيها الذين خسروا وظائفهم أو تأخرت رواتبهم.
ونقلت صحيفة "عكاظ" عن المدير العام لفرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية فى منطقة مكة عبدالله العليان، أن الوزير مفرج الحقبانى اصدر تعليماته "بحل اشكاليات العمال الهنود والسماح لهم بنقل كفالاتهم فورا وتجديد اقاماتهم واجراء خروج وعودة أو خروج نهائى لمن يرغب، على أن تكون كل الخدمات مجانا" ويتم استقطاع رسومها لاحقا من الشركة.
وبموجب نظام الكفالة المعمول به فى الخليج، يجب على العمال الاجانب الذين يقدر عددهم بالملايين ومعظمهم من جنوب آسيا، الحصول على موافقة كفيلهم للانتقال إلى عمل آخر أو مغادرة البلاد.
وافاد مسؤولون آسيويون خلال اليومين الماضيين أن الآلاف من العمال الهنود والفيليبينيين والباكستانيين يواجهون اوضاعا مأسوية فى السعودية، دفعت العديد منهم إلى حد الجوع والتسول.
وفى حين افادت السلطات الهندية أن عدد عمالها المتضررين يبلغ حوالى عشرة آلاف، اوردت "عكاظ" أن عدد هؤلاء يناهز 2500 يعملون جميعا لدى شركة "سعودى اوجيه" المملوكة من رئيس الوزراء اللبنانى السابق سعد الحريرى، والتى لم تسدد الرواتب منذ اشهر.
واعلن العليان عن "تحرك عاجل وفورى لمعالجة اوضاع 2500 عامل هندى فى شركة سعودى اوجيه
واجهوا مصاعب بسبب تأخر رواتبهم وقطع التيار الكهربائى والاعاشة عن مساكنهم بواسطة شركة متعهدة مع الشركة الام".
وجاءت تصريحات العليان بعيد لقائه القنصل الهندى فى جدة محمد نور رحمن شيخ لبحث "اوضاع العمال المتضررين"، بحسب "عكاظ".
ونشرت القنصلية الهندية خلال اليومين الماضيين صورا تظهر تقديمها مساعدات غذائية كالارز والسكر والخبز لعشرات العمال الذين يقيمون غالبا فى مخيمات أو مجمعات تابعة للشركات التى يعملون فيها.
وبحسب وزارة الخارجية الهندية، يبلغ عدد مواطنيها الذين يعملون فى السعودية نحو ثلاثة ملايين شخص.
واكد مسؤولون ومنظمات غير حكومية أن مشكلة انقطاع الرواتب تطال آلاف العمال الفيليبينيين والباكستانيين ايضا.
فقد قال مسؤول جمعية "ميغرانتي" للعمال المهاجرين غارى مارتينيز لوكالة فرانس برس الثلاثاء أن "بعض الفيليبينيين اضطروا للتسول للبقاء على قيد الحياة بعد اشهر بلا راتب"، بينما اكدت وزارة الخارجية الباكستانية أن 8520 من مواطنيها العاملين فى السعودية لم يتسلموا رواتبهم منذ اشهر.
وتعود هذه الازمة بشكل رئيسى إلى تراجع قطاع المقاولات فى السعودية خلال الاشهر الماضية بسبب الانخفاض الحاد فى اسعار النفط عالميا، والذى يشكل المصدر الرئيسى لايرادات المملكة.