قال الدكتور هادى بن على اليامى، رئيس لجنة حقوق الإنسان العربية، إن انتخاب الجمعية العامة للأمم المتحدة لأربع دول عربية لعضوية المجلس، من بين 14 دولة، مؤشر واضح على تقدير المجتمع الدولى لهذه الدول وما أنجزته على صعيد حماية وتعزيز حقوق الإنسان على المستويين العالمى والعربى.
وأضاف "اليامى"، أن تصويت الجمعية العامة لانتخاب السعودية ومصر والعراق وتونس يعكس المكانة الرفيعة والثقة المتزايدة التى تحظى بها هذه الدول على الصعيد العالمى، وفى الوقت ذاته تمثل دعوة لها للقيام بدورها تجاه عدد من الملفات الحقوقية الدولية والإقليمية، من خلال عضويتها فى مجلس حقوق الإنسان، والوفاء بكافة الالتزامات التى قطعتها على نفسها فى هذا المجال.
وأوضح "اليامى" أن انتخاب الدول العربية الأربع لعضوية مجلس حقوق الإنسان يوجه رسالة صريحة إلى كافة الجهات التى تسعى للانتقاص من سجل هذه الدول وابتزازها تحت مسوغات انتهاك حقوق الإنسان، بضرورة إعادة التفكير فى توجهاتهم وأدوارهم وتقييماتهم بشكل يراعى معايير الموضوعية والابتعاد عن التسييس والانتقائية التى درجت عليها، خاصة فى الآونة الأخيرة، فى ظل ما تشهده المنطقة العربية من أحداث وأزمات وصراعات جعلت الأمن والاستقرار ركيزة حماية حقوق الإنسان عرضة للخطر والانهيار.
وأكد "اليامى" أن العالم العربى لا يعارض المنظومة العالمية لحقوق الإنسان، ويسعى لأن يكون طرفاً فاعلاً فى صياغتها وتطويرها، من خلال المنظور الحضارى العربى الإسلامى، الذى يمثل أحد الأنظمة القانونية الكبرى فى عالمنا كحال مساهمات الحضارة الصينية والغربية وغيرها.
وشدد "اليامى" على أن الميثاق العربى لحقوق الإنسان الذى يمثل الوثيقة الحقوقية العربية المشتركة فى مجال حقوق الإنسان يؤكد عالمية حقوق الإنسان وترابطها وعدم قابليتها للتجزئة فى ديباجته، كما يحث الدول العربية على الوفاء بالتزاماتها الحقوقية الواردة فى المواثيق الدولية والإقليمية لحقوق الإنسان التى صادقت عليها أو أقرتها بما فيها تلك المتعلقة بحماية حقوق المرأة والطفل والأشخاص المنتمين إلى الإقليات وغيرها من الفئات والشرائح التى بحاجة إلى حماية.
يشار إلى أن التصويت فى الجمعية العامة للأمم المتحدة المكونة من 194 دولة هى المخولة بانتخاب أعضاء مجلس حقوق الإنسان الذى يضم 47 عضوا، لمدة 3 سنوات يمكن تمديدها لفترة واحدة إضافية عبر الاقتراع السرى.
وفاز بعضوية هذه المقاعد عن القارة المجموعة الأسيوية: السعودية والعراق واليابان والصين، فيما فاز عن الدول الأفريقية: جنوب أفريقيا وتونس ومصر، وعن الدول الغربية فازت الولايات المتحدة وبريطانيا، فيما فازت كوبا والبرازيل عن الدول اللاتينية، كما فازت هنغاريا وكرواتيا عن مقعدى دول أوروبا الشرقية.