أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى، إياد أمين مدنى، اليوم الخميس، أن ما تعرضت له المقرات الدبلوماسية السعودية فى إيران، ينافى الضوابط والممارسات الدبلوماسية كما أقرتها معاهدتا فيينا الدبلوماسية والقنصلية، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الكويتية، وقال الأمين العام فى كلمته: "إن استمرار تأزم العلاقات بين بعض دولنا الأعضاء يسهم فى تعميق الشروخ فى الكيان السياسى الإسلامى".
وشدد "مدنى" خلال الاجتماع الاستثنائى لوزراء خارجية الدول الأعضاء فى المنظمة بجدة، على أن التدخل فى شؤون أى دولة من الدول الأعضاء من شأنه أن يخل بمقتضيات ميثاق منظمة التعاون الإسلامى، الذى التزم جميع الأعضاء بكل فصوله ومبادئه.
وأشار فى هذا الصدد إلى نص الفقرة العشرين من ديباجة الميثاق المنظمة التى أكدت "التقيد الصارم بمبدأ عدم التدخل فى الشؤون التى تندرج أساساً ضمن نطاق التشريعات الداخلية لأية دولة واحترام سيادة واستقلال ووحدة كل دولة عضو".
وحذّر من أن "استمرار تأزم العلاقات بين بعض دولنا الأعضاء يسهم فى تعميق الشروخ فى الكيان السياسى الإسلامي، ويكرس الاصطفافات السياسية أو المذهبية التى تبعد الدول الإسلامية عن التصدى الفعال للتحديات الحقيقية، التى تهدد مصير الدول الأعضاء وشعوبها".
كما لفت إلى ما حدث خلال الأسابيع القليلة الماضية من عمليات "إرهابية" بشعة استهدفت عدداً من الدول الأعضاء فى باكستان وأفغانستان وتركيا وإندونيسيا وبوركينا فاسو وليبيا والكاميرون ومالى "وما يحدث بوتيرة لا تنقطع من قهر واضطهاد فى فلسطين".
ورأى أن هذه الأحداث "تدعو الدول الإسلامية للمزيد من التنسيق والتعاون فى إطار مقاربة إسلامية جماعية، تنأى عن الحسابات والمزايدات الضيقة وتمكنها من استئصال آفة التطرف والإرهاب".
وقال "إن ما يبعث على الأسف أن واقع الانقسام الإسلامى والخلافات البينية المزمنة يؤثر سلباً على أداء منظمة التعاون الإسلامي، ويضعف من قدرتها على الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقها، ويخدش مصداقيتها أمام الرأى العام الإسلامى والدولى ويجعلها فى موضع المساءلة أمام الأمة الإسلامية".
من جهته، دعا النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح خالد الحمد، إيران إلى الاضطلاع بمسؤوليتها فى توفير كافة أوجه الضمانات لحماية البعثات الدبلوماسية الموجودة على أراضيها، وذلك أثناء ترؤسه الاجتماع الاستثنائى لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، بشأن الاعتداءات على سفارة السعودية فى طهران وقنصليتها فى مشهد، فى حضور وزراء خارجية ورؤساء وفود الدول الأعضاء فى المنظمة بما فيها إيران.
كما طالب إيران بالالتزام بمجمل القوانين والمواثيق الإقليمية والدولية، مجدداً الدعم والتأييد لجهود المملكة العربية السعودية، وجميع الإجراءات التى اتخذتها لمكافحة الإرهاب، بكافة أشكاله وأنواعه، وأياً كانت مصادره ودوافعه.