أبرزت الصحف التونسية الصادرة صباح اليوم، ما كشفه وزير الداخلية التونسى أمس بالبرلمان عن أن 800 من المقاتلين السابقين فى ساحات القتال عادوا من بؤر التوتر، معترفا بضعف منظومة الاستخبارات والاستعلامات فى تونس عقب الثورة التى أطاحت بالرئيس زين العابدين بن على فى يناير2014.
وأكد وزير الداخلية الهادى مجدوب، فى جلسة مساءلة مسائية فى مجلس النواب خصصت لمناقشة قضية اغتيال جهاز الموساد الإسرائيلى للمهندس التونسى محمد الزوارى، أن "مصالح الأمن التونسية لديها المعطيات الكاملة التى تخص 800 شخص عادوا من ساحات القتال".
وأقر الوزير التونسى بوجود عدد من المقاتلين العائدين إلى تونس، لا تتوفر بشأنهم معطيات كافية، لكنه أكد أن أجهزة الأمن التونسية تعمل بكل جهدها لتوفير كافة المعلومات بشأنهم ومراقبتهم، وقلل من الانتقادات التى توجه إلى أجهزة الأمن بهذا الشأن.
وأعلن المسئول التونسى رفضه كشف هذه المعلومات أمام الرأى العام، " كونها تتعلق بمجهود أجهزة أمنية"، لكنه أكد استعداده مناقشة هذه التفاصيل فى جلسة مغلقة أمام لجنة الأمن والدفاع بالمجلس.
وحذر وزير الداخلية مما وصفه " بالتهويل الكبير لهذا الأمر والإنزلاق به نحو تجاذبات سياسية ونقاشات من شأنها أن تشوش على عمل أجهزة الأمن".
وفى سياق متصل، أقر المجدوب بضعف المنظومة الاستخباراتية لتونس، ردا على تساؤلات نواب البرلمان بشأن غياب معلومات أمنية حول علاقة الزوارى بكتائب القسام التابعة لحركة حماس، وقال "عن أية منظومة استخباراتية تتحدثون ؟، تونس ليس لها منظومة استخباراتية خارجية ولا تتوفر إمكانيات وتجهيزات وموارد بشرية تمكنها من التوصل إلى المعلومات بالسرعة المطلوبة ".
وأضاف المجدوب "ليس لدينا سوى إدارة الأمن الخارجى التابعة للإدارة العامة للمصالح المختصة وعدد من المراسلين للإدارة فى بعض العواصم العربية والأوروبية، ولا تتوفر لديهم الإمكانيات التى تجعلهم قادرين على الوصول إلى مثل هذه المعلومات"، ولفت إلى غياب إطار قانونى فى تونس ينظم العمل الاستخباراتى و الاستعلاماتى."
وأكد وزير الداخلية التونسى أن الأسس التى كانت تقوم عليها الاستخبارات تغيرت تماما بعد الثورة، فمن غير الممكن الاعتماد على منظومة النظام السابق، التى كانت تقوم على التغلغل فى المجتمع، فى دولة تسعى لتدعيم الديمقراطية.