قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إنه على الرغم من أن تنظيم داعش واصل خسائره العسكرية فى الأسابيع الأخيرة، إلا أنه لا يزال قادر على زرع بذور الفوضى القاتلة.
فقد تمت الإطاحة بداعش من معقله على الساحل الليبيى، ويصارع فى محاولة للحفاظ على الموصل بالعراق، وخسر أراضى أساسية فى سوريا، لكن الهجوم القاتل فى برلين الأسبوع الماضى أوضح أن هذه الخسائر لا تقلل من القوى الاستثنائية للتنظيم لإحداث الفوضى الإرهابية حول العالم، وربما المساعدة على إشعالها.
وفى العام الماضى، ورغم أن داعش لا يزال تحت القصف المستمر من التحالف الدولى بقيادة أمريكا، إلا أنه أعلن مسئوليته عن أكثر من ثلاثين هجوم فى 16 دولة بأربع قارات.
ولا تشمل هذه الأرقام ما فعله التنظيم فى سوريا والعراق حيث خسر 50 ألف من مقاتليه فى العامين الماضيين، وفقا لما قاله البنتاجون، وهو ما يعادل تقريبا عدد من فقدتهم الولايات المتحدة فى حرب فيتنام. والكثير من الهجمات التى تمت خارج الشرق الأوسط تم تنفيذها من قبل مهاجمين تحدثوا عن عدم قدرتهم على الوصول إلى ملاذ داعش فى سوريا ودولة خلافتها المزعومة كدافع لتنفيذ هجمات فى بلدانهم.
وفى قلب النجاح العالمى لداعش، وضعفه أيضا، مزيج غريب من الجرأة الدينية والانتهازية الإجرامية، وهو شىء لم يستطيع تنظيم القاعدة نفسه تحقيقه.
ويقول بيرنارد هايكل، أستاذ دراسات الشرق الأدنى بجامعة برنكتون، إن مزاعم داعش بتمثيل الخلافة كانت ورقة رابحة. فقد أثارت مشاعر عميقة حتى بين هؤلاء غير المهتمين بالقضية عن اليوتوبيا والإمبراطورية الإسلامية القومية، والتى بدت لفترة وجيزة على الأقل من غير الممكن وقفها عسكريا.
وتحدثت الصحيفة عن أسلوب داعش فى تنفيذ هجوم بدون استخدام سلاح تقليدى مثلما حدث فى حادث الشاحنة فى برلين الأسبوع الماضى. وقال ويليام ماكنتز، الخبير فى معهد بروكينجز ،إن هذا الأسلوب الذى لا يعتمد على تكنولوجيا متقدمة كان يختمر.. وطالما شعر مسئولو مكافحة الإرهاب الأمريكيين بالقلق من عدم حدوث هذا.. لكن داعش نجحت فى فعل ما لم تفعله القاعدة أبدا، وهذه دعوة مفتوحة لزرع الفساد.