خطوات متسارعة تشهدها العلاقات المصرية الروسية هذه الأيام ، متزامنة مع توحيد المواقف تجاه الأزمة السورية وخاصة فى مجلس الأمن بعد معركة تحرير حلب من المتطرفين والمعارضة المسلحة وفى ظل تقارب فى المواقف بين الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب والقيادة المصرية . يحاول الجانب الروسى توطيد العلاقات مع مصر وسط عودة قوية عصر من الاستقطابات والتجاذبات السياسية.
فقد سارعت وسائل الإعلام الروسية للتأكيد على أن عودة الرحلات الجوية بين روسيا ومصر في مطلع يناير المقبل.
وقال وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف - في تصريحات صحفية - أن قرار استئناف الرحلات الجوية الروسية لمصر، سيكون بناء على أساس استنتاجات الخبراء: "لن نُعجّل إعلان هذا القرار، إذ يجري العمل عليه بنشاط.
وكانت الرحلات بين مصر وروسيا، قد توقفت عقب توقفها في أكتوبر 2015، بعد حادث سقوط طائرة الركاب الروسية فوق سيناء.
وعلى جانب التعاون الاستراتيجى بين القاهرة وموسكو ذكرت وسائل الإعلام الروسية أن مصر أرسلت طلبا إلى موسكو لشراء أنظمة صواريخ الدفاع الجوي الروسية الحديثة من طراز "بوك-إم3" وهي أحدث منظومة قامت روسيا بصناعتها من هذا النوع.
وذكرت صحيفة "إزفستيا" الروسية نقلا عن مصادر مطلعة أن مصر تعتزم شراء أحدث أنظمة صواريخ الدفاع الجوي الروسية "بوك-إم3" لتعزيز دفاعاتها الجوية. وأوضحت الصحيفة الروسية أن هذه المنظومة تتفوق على جميع الإصدارات السابقة، بزيادة المدى الخاص بها لـ70 كم، وارتفاع 35 كم.
وفى مجال التعاون لبناء مفاعلات نووية سلمية لتوليد الطاقة كشفت مصادر بوزارة الكهرباء المصرية أن الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين سيوقعان خلال أيام، العقد الشامل لبناء وتنفيذ وتوريد 4 مفاعلات نووية بمحطة الضبعة. ثم يلي ذلك توقيع عقود تفصيلية تشمل عقد إنشاء وعقد تصميم وعقد تزويد للوقود وعقد دعم فني وعقد للوقود المستنفذ.
وبحسب مصادر مسئولة، فإن التوقيع الشامل سيتم بين الدولتين على المستوى الرئاسي خلال زيارة مرتقبة من أحد الرئيسين للدولة الأخرى في إطار العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، إلا أن المصادر تحفظت على موعد الزيارة مؤكدة أنها ستتم خلال شهر يناير المقبل.
وعلى صعيد الأزمة السورية تقف مصر مع روسيا فى جهة والسعودية وقطر فى جهة أخرى فالجبهة الأولى مع الحل السياسى للأزمة وعدم ترك الدولة السورية تنهار لصالح جماعات معارضة متفرقة ، وجماعات إرهابية تكفيرية بينما تساند كلا من السعودية وقطر الجماعات المسلحة للإطاحة بالرئيس السورى بشار الأسد .
كدت وزارة الخارجية الروسية، أكدت أن موسكو تجرى حوارا مع بعض الدول في الشرق الأوسط حول تسوية النزاع في سوريا، بما في ذلك مع السعودية وقطر ومصر والأردن والإمارات.
ونشرت الخارجية الروسية وثيقة حول النتائج السياسية الخارجية الرئيسية في عام 2016 ذكرت فيها: " لم تتمكن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما من تنفيذ الاتفاق حول فصل المعارضة السورية "المعتدلة" عن الإرهابيين، ولذلك بات يحظى بدور هام التعاون الثلاثي بين روسيا وإيران وتركيا، وكذلك الحوار الدولي مع الدول الاخرى في المنطقة ومن بينها السعودية وقطر ومصر والأردن والإمارات العربية المتحدة بهدف وقف القتال في سوريا وإنعاش العملية السياسية للتوصل إلى حل للنزاع السوري ".
الموقف المصرى أغضب السعودية وبعض دول الخليج ، لكنه لم يتوقف على أبعاد لحظات تاريخية فارقة ، واستيعاب مصر وروسيا لدرس الربيع العربى الذى تسبب فى تفكك الدول المركزية فى العراق وليبيا وسوريا واليمن .