أكد نائب رئيس المجلس الشعبى الوطنى الجزائرى(البرلمان) زبار بن رابح أن هناك تناغما وتجانسا وتنسيقا فى المواقف بين مصر "قلب العروبة" والجزائر"قلعة الشهداء والثوار" تجاه مختلف القضايا العربية والإقليمية والدولية، مشيدا بقدرة مصر التى تجاوزت أزمتها ونهضت من كبوتها وتكفلت بأوضاعها باعتمادها على ذاتها حتى خرج الشعب المصرى الأبى منتصرا فى حربه على الإرهاب.
وقال رابح- فى حديث اليوم السبت إن " مصر استطاعت أن تتجاوز أزمتها وتنهض من كبوتها وأن تتكفل بأوضاعها باعتمادها على ذاتها"
وثمن غاليا صمود مصر والمصريين فى حربهم على الإرهاب تلك الآفة الخطيرة والغريبة عن قيم الإسلام السمحة، مؤكدا أن الجزائر عاشت ويلات هذا الإرهاب الأسود الذى جاء على الأخضر واليابس، مذكرا بالموقف المصرى آنذاك الذى دعم الدولة الجزائرية خلال تلك المحنة والأزمة.
وأضاف أن :" مصر تزخر بشعب أبى مثقف بالمعنى الكامل للكلمة وهى كلمة حق تقال بعيدا عن الدبلوماسية الرنانة، فمن المعروف أن مصر استثمرت بشكل جيد فى عنصرين مهمين هما البشرى والثقافى فلا شك أن مصر هى قلب العروبة والإسلام وأن قوة الشعب المصرى تكمن فى ثقافته وتشبثه بالقيمه العربية الأصيلة"، واصفا العلاقات المصرية الجزائرية بالتاريخية والعميقة التى تربطها كثير من القواسم المشتركة مثل الإسلام والعروبة واللغة والتاريخ الواحد والمصير المشترك.
وذكر فى هذا السياق بـ"جنازة الزعيم المصرى جمال عبد الناصر التى حدثت كأنها بالأمس القريب وكان يوجد حداد وطنى فى الجزائر التى اتشحت بالسواد وكان على رأس الجزائر الزعيم الراحل هوارى بومدين بينما كان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وزيرا للخارجية آنذاك حيث أرتدى زيا قاتما حزنا على ناصر العروبة".
وتابع قائلا :"من منا ينسى الدعم المصرى للجزائر ومن منا ينسى أيضا حرب 73 عندما امتزجت الدماء الجزائرية بالدماء المصرية الطاهرة التى روت سيناء ..أقول لمن يسعى للتفريق بين الشعبين الشقيقين خاب ظنكم ومساعكم".
ومضى بالقول :"دائما يوجد توافق وتناغم وتجانس فى المواقف، ومن القواسم المشتركة بين الجزائر ومصر هو أن البلدين لا يتدخلان فى الشئون الداخلية للدول وهذا ما يقلق عدة دول وربما من يحلل سيرى هذا التناغم ما بين المواقف الرسمية المصرية والجزائرية إزاء مختلف القضايا العربية والإقليمية والدولية الراهنة وهو ما جعل القطبين المصرى والجزائرى يتميزان على مستوى الإقليمى والعربى والإسلامي"، مضيفا :"ربما يكون فى بعض الأحيان خلاف فى وجهات النظر تخص بعض القضايا لكن نتفق دائما على ثوابت وأصول الأمة وان اختلافنا فى بعض الجزئيات أمر عادى وطبيعي".
وفيما يتعلق بعلاقات مصر والجزائر على مستوى البرلمان، قال نائب رئيس المجلس الشعبى الوطنى الجزائرى (البرلمان) أن :"علاقات مصر والجزائر على مستوى البرلمان متميزة وأن هناك تواصلا دائما والجزائر ممثلة أفضل تمثيل على مستوى البرلمان العربى الذى مقره القاهرة ودائما ما تكون هناك بعثات برلمانية إلى بلدنا الشقيق ومصر تدعم كل مواقف الجزائر وتدعم الاصلاحات الجوهرية التى اتخذتها الجزائر منذ أن جاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى سدة الحكم عام 99".
غير أن نائب رئيس المجلس الشعبى الوطنى الجزائرى أكد، فى الوقت نفسه، أن التعاون البرلمانى لم يلب طموح البلدين ولا يعكس عمق العلاقات التى تربط بين البلدين الشقيقين.
وأردف بالقول :"أعاتب نفسى شخصيا وأعاتب المسئولين عن برلمانى البلدين لان العلاقات البرلمانية تحتاج إلى انتعاش وحيوية أكثر وديناميكية أكثر وأكثر ..سأتحدث مع رئيس المجلس الوطنى (البرلمان) عن ضرورة وضع آليات لتكثيف اللقاءات البرلمانية بين مصر والجزائر خدمة للمصالح المشتركة للدولتين الشقيقتين".
وفيما يتعلق بتلاقى وجهات نظر البلدين فى بعض الملفات الخارجية وعلى رأسها الملف الليبى، أكد نائب رئيس المجلس الوطنى الشعبى أن مصر والجزائر تدركان جيدا أن "حلحة" الملف الليبى يجب أن يكون داخليا أى من قبل الأطراف الليبية، مشيرا إلى أن مصر والجزائر حذرتا منذ البداية من تدخل الغرب بحلول عسكرية لان الغرب معروف فهو يشعل الحرائق ولا يطفئها، مضيفا أن الجزائر ومصر أكدتا ضرورة الحل الدبلوماسى والحل لا بد أن يكون ليبيا من الداخل وقس على ذلك الأزمة السورية أيضا.
وأوضح أن دول الجوار هى أكثر الدول تأثرا بما يحدث فى ليبيا ولهذا يجب أن تكون لها الكلمة العليا فالتنسيق بين الجزائر ومصر كبير ما تعيشه ليبيا من مشاكل لا يرجع إلى مستوى تنسيق البلدين وإنما يعود إلى تدخلات خارجية كثيرة تزيد الموقف اشتعالا.
وأضاف :" لابد أن تكون الحلول داخلية فالجزائر ومصر يدعمان الحل الليبى من الداخل والعراق تم تدميره عندما حدث تدخل أجنبى سافر"...مجددا التأكيد على موقف البلدين "الداعم لحل سياسى من خلال حوار شامل بين الأطراف الليبية دون تدخل أجنبى وفى إطار المصالحة الوطنية".
وحول ظاهرة الإرهاب التى باتت آفة تعانى منها بعض البلدان العربية والمجتمع الدولى بصفة عامة، قال نائب رئيس المجلس الوطنى الشعبي:" أن الجزائر عرفت الإرهاب معرفة دقيقة لسبب واحد ووحيد أنها عانت ويلاته خلال عشرية سوداء ويمكن وصفها بمختلف الألوان ولن ننسى الموقف المصرى الذى دعم بشدة الدولة الجزائرية فى غضون الأزمة بينما كانت هناك دول أخرى أماطت اللثام عن وجهها الحقيقى بدعمها للارهاب فى بلادنا ..الجزائر واجهت هذه الآفة الغريبة عن تقاليدنا وتعاليم ديننا السمحة وعادات شعبنا الذى عانى من الاستعمار لمدة قرن ونصف".
وأضاف أن :" فاتورة الحرية والاستقلال دفعنها غالية فهذه الأرض الطاهرة التى سقيت بدماء شهدائها الزكية جعلت الجزائر تواجه هذه الآفة بكل شجاعة وحسم وحزم بفضل تجند المواطنين وايمانهم الراسخ وبفضل الأمن والجيش الوطنى الشعبى العتيد سليل جيش التحرير الوطنى ومختلف أجهزة الأمن ونترحم فى هذا المقام على أرواح شهداء الواجب الذين قدموا أرواحهم فداء لجزائر الشهداء".
وتابع :"الإرهاب أعمى وهمجى أتى على الأخضر واليابس وبعد أن خرجنا منتصرين على هذا الإرهاب قدمنا بتجربة بلادنا ومازلنا نقدمها لكل الدول التى تعانى من هذه الظاهرة بما فيها الدول الغربية التى كانت بالامس تدعم هذه الجماعات الارهابية".
وأوضح أن محاربة التطرف والارهاب والفهم الصحيح لتعاليم الاسلام الذى هو دين التعقل والرحمة والتسامح والمودة جعل الجزائر تخرج منتصرة من هذه المعركة بفضل سياسة الوئام المدنى والمصالحة الوطنية الشاملة التى انتهجها الرئيس بوتفليقة وباركها الشعب الجزائرى.
وأضاف أن :"المأساة الوطنية أصبحت فى خبر كان واستخلصنا منها دروسا ..أصبحت التجربة الجزائرية فى محاربة الإرهاب والتطرف والراديكالية نموذجا يحتذى به فى كل دول العالم والدليل على ذلك مساهمة الجزائر فى حل المعضلة الأمنية بين الأشقاء فى مالى وسعيها فى ليبيا".
وفيما يتعلق بالاضطرابات التى شهدتها بعض الولايات الجزائرية بداية شهر يناير الجارى، قال نائب رئيس المجلس الشعبى الوطنى الجزائرى (البرلمان) أن الجزائر تحافظ وتعزز وتكرس كل المكاسب الاجتماعية، موضحا أن الدولة تعطى الخدمات الصحية مجانا والتعليم مجانى وديمقراطى واجبارى والسكن والشقق مجانية والجزائر هى الدولة الوحيدة فى العالم التى لديها صيغة السكن الاجتماعى وموجودة سواء فى المدن أو الأرياف كما يوجد بدل بطالة للشباب الذى لا يجد عملا وهناك مجانية للعلاج للفئات الفقيرة والمهمشة مجانا لمن يعانون أمراضا مستعصية ومزمنة.
وأضاف :"أقول لشباب الجزائر رفقا بهذه الدولة لأنها الأم الحنون"، داعيا فى الوقت ذاته إلى اليقظة والحذر لان لكل نعمة حسود فالجزائر محل حسد من طرف قوى داخلية وخارجية والقوى الداخلية تتمثل فى مصالح بعض الأشخاص إما الخارجية فهيم معروفة للجميع.
وفيما يتعلق حول ما ردده البعض أن الجزائر ستشهد ربيعا عربيا، قال رابح :" استبعد تمام هذا ... الربيع الأسود عشناه وعاشته الجزائر ...عشناه لان والدينا وأجدادنا عاشوا ويلات الاستعمار وقدمنا مليون ونصف المليون شهيد جراء هذا الاستعمار حتى أقمنا دولة الاستقلال ثم عشنا هذه الآفة الغريبة التى تسمى بالارهاب طيلة عشرة أعوام هى عشرية سوداء بكل ما تحمله الكلمة من مدلول ومعنى".
وأكد أن الجزائر تحافظ وتعزز المكاسب الاجتماعية لمواطنيها فالأبواب كلها مفتوحة لمن يريد أن يأتى بقيمة مضافة إلى هذا الوطن سواء كانت القيمة المضافة فى المجال الاقتصادى أو الاجتماعى أو السياسى أو العلمى فلا تراجع عن الدور الاجتماعى للدولة الجزائرية فهذا أمر مستمد من بيان أول نوفمبر ومن الدستور ومن برنامج الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
ومضى قائلا :"للجزائر مستقبل واعد لان هذه الأزمة ولدت فينا الهمة والعزيمة وجعلتنا متشبعين بالروح الوطنية وهذه الروح هى أساس البناء والتشييد ونطمح لبناء جزائر عصرية ينعم فيها كل الجزائريين بالعيش الرغد والرفاهية والازدهار".
واعتبر أن الرئيس بوتفليقة هو الذى حمل الجمرة فى يديه واحتفظ بها ربما أحرقته هو حفاظا على الجزائر الوطن والمواطن وأخمد نار الفتنة وأرسى دعائم دولة لا تزول بزوال الرجال دولة قوية ذات مؤسسات قوية ودستورية.
وفيما يتعلق بتقييمه للهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات والتى أعلن عن تأسيسها الاسبوع الماضى، قال نائب رئيس المجلس الشعبى الوطنى الجزائرى (البرلمان) أن هذه الهيئة المستقلة لمراقبة الانتخابات كانت مطلبا ملحا للمعارضة والموالاة على حد سواء وأن الهيئة تعد ثمرة من ثمار التعديلات الدستورية الأخيرة، واصفا دور هذه الهيئة بالمهم خلال عملية الانتخابات لأنها ستعمل على ضمان إجراء انتخابات نزيهة وشفافة من أجل مصلحة الوطن والمواطن.
وأضاف :"الهيئة وعلى رأسها شخصية محترمة وتوافق عليها الجميع وهو الدكتور عبد الوهاب دربال أكدت عزمها الراسخ ونيتها الصادقة من أجل تنظيم انتخابات نظيفة فى كنف الهدوء واحترام مبادىء الجمهورية ...ميلاد هذه الهيئة هو تأكيد لسيادة الشعب المالك الحقيقى للسلطة من خلال مؤسسات دستورية منتخبة تقوم برعاية مصالح البلاد والعباد فى كنف الهدوء المسئول والصرامة المطلوبة بعيدا عن الارتجال والفوضى من أجل مصلحة واستقرار وتنمية البلاد".
وأوضح أن حياد الهيئة من حيث استقلاليتها القانونية والمالية وعدم انتماء اعضائها لأى حزب سياسى سيسجد بالتأكيد استقلاليتها وممارستها لكل اختصاصتها بعيدا عن أى ضغط مادى ومعنوى ..ان الحرص الذى أبداه الرئيس بوتفليقة شخصيا من أجل توفير المناخ الملائم وكافة الشروط المادية والمعنوية لتقوم الهيئة بواجبها فى أحسن الظرف يؤكد رغبة السلطات العليا فى استكمال المسار الديمقراطى بنزاهة وشفافية".
وأكد ضرورة أن يشعر المواطن بأهمية صوته الأمر الذى من شأنه أن يعمق حب الوطن والذود عنه، مشيرا فى هذا السياق إلى أهمية توعية كافة الجزائريين على اختلاف انتماءاتهم السياسية بضرورة تحسين أوضاع البلاد نحو الأفضل من خلال انتخابات نزيهة وهى أولوية وطنية وهدف منشود.
واعتبر أنه لا سيادة دون حماية لصوت المواطن الذى هو السيد وبيت القصيد وجوهر كل جهد سياسى أو اقتصادى أو ثقافى، مؤكدا أن كل ما ستبذله الهيئة وما ستقدمه هو فى خدمة الوطن والمواطن الذى هو عامل أساسى فى انجاح أى عملية انتخابية.
وفيما يتعلق بالعهدة البرلمانية الحالية لبرلمان الجزائر والتى أوشكت على الانتهاء، وصف نائب رئيس المجلس الشعبى الوطنى الجزائرى (البرلمان) هذه العهدة البرلمانية بانها كانت ثرية للغاية، مضيفا :"ربما مع نهاية الاسبوع المقبل سنصل إلى 65 قانونا تم اقراره خلالها".
وقال :"تميزت العهدة بحدث مهم وهو المصادقة على تعديل الدستور والمصادقة عليها من قبل البرلمان"، مشيرا إلى أن هذا التعديل الدستورى هو عبارة عن استكمال للإصلاحات الجوهرية التى قام بها الرئيس بوتفليقة والتى أفضت إلى تدعيم دولة المؤسسات والديمقراطية عن طريق الفصل بين السلطات والديمقراطية التشاركية".
وأضاف :"هذه الاصلاحات أيضا عززت دور المعارضة البرلمانية وأعطت هامشا أكبر من الحرية للمعارضة لان السلطة القوية تعمل دائما على ترسيخ معارضة قوية"، معتبرا أن تعديل الدستور يعد تتويجا لسلسلة الإصلاحات الجوهرية المتعلقة بالجانب السياسى والاقتصادى والاجتماعى فى الجزائر حيث ارتكز هذا الأخير على مشاورات موسعة للأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية والمجتمع المدنى.