بعد 14 عاما من سقوط الرئيس العراقى الراحل صدام حسين ،يكسر حفيده حسين ناصرى صمته ويكشف لصحيفة الموندو الإسبانية العديد من الأسرار حول عملية هروبة وعائلته من العراق مع بداية الغزو الأمريكى.
وقالت الصحيفة إن كل الذى بناه صدام حسين فى 24 عاما انهار فى 9 أبريل 2003، حيث تحركت القوات الأمريكية فى ذلك اليوم على القصور والمبانى الوزراية فى بغداد، ومنذ ذلك الحين لم يتحدث أى شخص من عائلة صدام حسين عن أى تفاصيل.
وتجدر الإشارة إلى أن حفيد صدام حسين، البالغ من العمر 22 سنة، يعد من مشجعى فريق ريال مدريد، ومن محبى إنريكيه إيجليسياس، ويتابع حسين ناصرى دراسته، فى الوقت الراهن، فى مجال التسويق بإحدى الجامعات النخبوية الأمريكية بالأردن، التى تعتبر ملاذا لكبار قادة الدول.
وقال الناصرى "تركت العراق منذ أن كان عمرى 9 سنوات، وكنت لا أعلم ولا أدرك ما يحدث،ولجأنا إلى مخبأ فى ذلك اليوم المشئوم بنية الهروب، وتوجهنا إلى قرية قرب الموصل على الحدود مع سوريا، ثم توجهنا إلى سوريا ومنها إلى الأردن، وغادرت البلاد مع أمى رنا وأخوتى أحمد وسعد ونبأ، وعمتى رغد وأولاد عمى، وذلك عبر سيارات خاصة بعائلتنا، والعائلة الملكية الأردنية استقبلتنا بعد وصولنا إلى البلاد وكانوا فى غاية الكرم معنا ، ووفروا لنا منزلا للإقامة فيه، ولكن بعد ذلك انقطعت العلاقات معهم".
وسرد الناصرى "كنا فى مرحلة الطفولة نعب فى الحدائق أمام جدى ،وكنا نتسبق شجرة النخيل، ونحضر الاحتفالات ومأدبات الطعام، وكان جدى دائما يقول لنا عبارات طيبة ومواعظ فى لم شمل العائلة، ولم نكن نعرف المصير الذى ينتظرنا الذى قضى على كل هذه الأشياء".
وأضاف "جدى دائما كان يشدد على الالتزام بمكارم الأخلاق والفكر القومى وذلك أكثر من تركيزه على الدراسة"،وقال إن "اعتقال جدى فشل فى قطع اتصالنا له ، حيث كنا نتقابل فى مزرعة تكريت مسقط رأسه التى كانت تستخدم كمخبأ ، وكان يوجههنا عن طريق المحامين الذين كانوا يزرونه فى السجن".
وقال "ما زلت أتذكر آخر لقاء جمعنى بخالى قصى وخالى عدى قبل أسبوع من الحرب ، فهما كانا على يقين ان الأسوأ قادم، وأن نهايتهما اقتربت، وبعد مقتلهما فإن الشئ الوحيد الذى أتذكره فى تلك الفترة أن خالى قصى كان مكلفاحينها بقيادة الحرس الرئاسى، كان يتفقد أحوالنا باستمرار ليطمئن على سلامتنا، وعلى ما أعتقد كان ذلك اللقاء الأخير الذىى دار بيننا قبل مقتله".
وتابع "خالى عدى كان معروف بشخصيته العنيفة وغريبة الأطوار وارتكب جريمة قتل بحق طباخ ومرافق والده صدام حسين أثناء عشاء على شرف تكريم زوجة الرئيس المصرى الأسبق، حسنى مبارك، سوزان مبارك.
وحول رغبته فى العودة إلى البلاد قال الناصرى"أود أن أعود يوما ما إلى بلدى، وما نراه اليوم فى العراق ليس سوى رد فعل طبيعى ومتوقع لسوء الإدارة والتنافس على السلطة ، فهى عانت ولا تزال تعانى من الحروب، كما أن ثرواتها تثير دائما مطامع عدة طوائف مسلحة، فالعراق اليوم عبارة عن الارهاب والموت فالأرض تدمرت ورائحة الدماء انتشرت فى كل ركن فيها ".
واعترف ناصرى فى نهاية لقاءه مع الصحيفة الإسبانية " اعلم أن جدى اقترف فعلا العديد من الأخطاء ، ولكنه مثل أى شخص فليس هناك أى شخص لم يرتكب أخطاء ، فى جميع الأحوال، لا يستطيع أى أحد معاقبته الآن، ولو كنت مكانه لما استطعت القيام بما فام به فى ظل تلك التوترات الإقليمية والتهديدات التى كانت تعيشها البلاد فى هذا الوقت".