اخبار روسيا
رجح خبراء روس فشل مفاوضات الأطراف السورية التى تستكمل أعمالها فى جنيف بسويسرا يوم 25 فبراير الجاري، فى حال لم ينجح جيش النظام السورى فى الفوز بالمعارك الميدانية.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن رئيس معهد دراسات رابطة الدول المستقلة "كومنولث" التابع لمنظمة شنغهاى للتعاون، فلاديمير إيفسايف، قوله إن "انتصار جيش النظام على الأرض - الذى أعتقد أنه سيحدث خلال الشهور القليلة المقبلة - ضرورى من أجل ضمان نجاح محادثات الأطراف السورية بجنيف".
وأضاف إيفسايف، خلال ندوة عقدت فى موسكو تحت عنوان "البداية غير الناجحة لمحادثات السلام السورية: العواقب المحتملة"، اليوم الاثنين: "لهذا لا أعتقد أنه سيتم التوصل لحل وسط يوم 25 فبراير، لأنه حتى الآن لا توجد ظروف للجيش السورى الحر يمكن أن يحقق من خلالها انتصارا مقنعا".
وتابع أنه "من الضرورى متابعة المحادثات خلال الشهور المقبلة على الأقل بهدف صياغة موقف مشترك يسمح للأطراف السورية بالتوصل إلى تسوية".
وفى السياق ذاته، قال الباحث المساعد بمعهد الدراسات الشرقية فى الأكاديمية الروسية للعلوم، امور جادزهيف، إن كل أطراف الأزمة السورية لديها رغبة فى تسوية المشكلة فى أقرب وقت ممكن.
وأضاف: "وفى المقابل، كل طرف بالنزاع يستمر فى اعتقاده أن الأزمة سيتم حلها فى صالحه وحسب شروطه الخاصة"، مشيرا إلى أن نجاح جيش النظام السورى فى قطع طرق الإمدادات الرئيسية عن المليشيات المسلحة شمالى حلب كان أحد الأسباب الأساسية وراء البداية الضعيفة للمحادثات السورية.
وتابع جادزهيف: "قررت المعارضة السورية - التى تخشى أن يتسبب انسحابها على الأرض فى تنازلات كبيرة فى المفاوضات - أن هذا ليس الوقت الأمثل لاستمرار المحادثات".
يذكر أن مفاوضات الأطراف السورية بدأت فى أول فبراير الجارى فى جنيف، وتم تعليقها بعدها بأيام حتى 25 فبراير.
من جانبها قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنها "مرعوبة" من المعاناة التى سببتها الغارات الجوية الروسية فى سوريا، وذلك فى ظل اقتراب القوات الموالية للنظام السورى مدعمة بالضربات الجوية من تطويق مدينة حلب.
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن نشطاء المعارضة السورية والإعلام الرسمى السورى أفادوا اليوم /الاثنين/ أن القوات البرية للجيش السورى سيطرت على قرية كفين شمال حلب، بينما انسحبت قوات المعارضة تحت قصف من ثلاث مدن كردية.
وأضافت الصحيفة أن عشرات الآلاف من المدنيين الذين هربوا أمام التقدم المدعوم من روسيا فى حلب، ظلوا عالقين بالقرب من الحدود التركية بلا أى إشارة استجابة من السلطات فى أنقرة للضغط الدولى عليها للسماح بدخول المزيد من اللاجئين.
ونقلت الصحيفة عن ميركل قولها "خلال الأيام القليلة الماضية لم نشعر فقط بالفزع ولكن بالذعر حيال ما يعانيه عشرات الآلاف من الأشخاص نتيجة القصف الذى يأتى بشكل أساسى من الجانب الروسي".
وأضافت ميركل بعد اجتماعها برئيس الوزراء التركى أحمد داوود أوغلو أن "الدولتين سيضغطان بالأمم المتحدة على كل الأطراف للالتزام بالقرار الذى تم تمريره فى ديسمبر الماضى ويطالب بوقف كل الهجمات على السكان المدنيين".
واعتبرت ميركل أن المسار الذى تتخذه موسكو فى سوريا هو انتهاك لقرارات الأمم المتحدة نظرا لأن غاراتها تستهدف المدنيين مباشرة.
وبدوره، انتقد وزير الخارجية الألمانى فرانك والتر شتاينماير الهجوم على حلب قائلا "الصور المحزنة التى تصل لنا من الحدود السورية التركية تظهر شيئا واحدا، أن هؤلاء الذين يعتقدون أنهم يستطيعوا فرض الحل العسكرى على النزاع السورى مخطئون".