أصدرت اليوم الإثنين، السلطات السعودية، بيانا مشتركا بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، عن زيارة الرئيس دونالد ترامب بدعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
وبحث الملك سلمان والرئيس ترامب العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وبحث عددا من المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والأمنية ومجالات الطاقة وغيرها.
وأعلن البلدان خطتهما تشكيل مجموعة استراتيجية تشاورية مشتركة يستضيفها خادم الحرمين الشريفين ملك المملكة العربية السعودية والرئيس الأمريكى، أو من ينوب عن كل منهما من المسؤولين الملائمين، لرسم مسار هذه الشراكة الاستراتيجية.
واتفقا على أن تجتمع المجموعة الاستراتيجية التشاورية المشتركة مرة واحدة على الأقل سنوياً، بالتناوب بين البلدين، لمراجعة مجالات التعاون، والاتفاق على مبادرات جديدة لمواجهة خطاب التطرف، وتعطيل تمويل الإرهاب، وتعزيز التعاون الدفاعى.
وأعلن الجانبان رغبتهما فى توسيع التعاون وأملهما فى أن تقوم الحكومات المسؤولة التى ترغب فى الالتزام بالسلام بالبناء على هذه الجهود تحقيقاً لهذا الأهداف، وتوقع البلدان أن يجد من ينتهجون التطرف العنيف ويهددون السلام فى الشرق الأوسط عدداً متزايداً من الشركاء الإقليميين وقد اصطفوا ضدهم يتصدون لعدوانهم ويزرعون بذور السلام.
ونوه البلدان بأن إيجاد هيكل أمنى إقليمى موحد وقوى أمر بالغ الضرورة لتعاونهما، وتنوى المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية توسيع رقعة عملهما مع بلدان أخرى فى المنطقة خلال الأعوام القادمة لتحديد مجالات جديدة للتعاون.
ورحب الرئيسان بما تحقق خلال هذه الزيارة من توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التى ستعود على شعبى البلدين بالخير والنماء، وعلى مستقبل الأجيال القادمة بالنفع والفائدة، وعلى المنطقة بالأمن والاستقرار .
ونوه القائدان بحجم التبادل التجارى المتنامى بين البلدين وما وصل إليه من مستوى متقدم ، والاستثمارات المشتركة فى المشاريع الاقتصادية والبنية التحتية، وتقديم التسهيلات والحوافز لهذه الاستثمارات.
كما نوها بما ستحققه شراكتهما الاستراتيجية بالإضافة إلى التعاون الاقتصادى والاستثمارى من توليد للعديد من الوظائف النوعية فى كلا البلدين.
وأكد الزعيمين، على أهمية الاستثمار فى مجال الطاقة من قبل الشركات فى البلدين، وأهمية تنسيق السياسات التى تضمن استقرار الأسواق ووفرة الإمدادات.
وبحث القائدان التعاون الوثيق القائم بين البلدين لضمان المحافظة على الأمن البحرى بما فى ذلك حماية سلامة الملاحة فى الممرات المائية الدولية المهمة وخاصة باب المندب ومضيق هرمز.
وأكدا عزمهما على القضاء على تنظيمى داعش والقاعدة ، وغيرهما من التنظيمات الإرهابية ، ومحاربة الإرهاب بكل الأدوات، وأعربا عن التزام بلديهما بالتصدى بقوة لمحاولات التنظيمات الإرهابية لإضفاء شرعية زائفة على إجرامها ، والتصدى لجذور الفكر الإرهابى .
وجددا التزامهما بالتعاون الأمنى الواسع وتبادل المعلومات بما يخدم مصالحهما ويحفظ أمنهما، والحد من تدفق المقاتلين الأجانب، وقطع إمدادات التمويل عن التنظيمات الإرهابية.
وأشاد الجانب الأمريكى، بما حققته المملكة العربية السعودية فى الكشف عن ( 276 ) عملية إرهابية وإحباطها قبل تنفيذها ، بما فى ذلك عمليات كانت موجهة ضد الولايات المتحدة الأمريكية ودول صديقة.
وأكد القائدان عزمهما على وحدة وتكامل الجهود بين التحالف الدولى ضد داعش الذى تقوده الولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة المملكة العربية السعودية من جهة، وبين التحالف الإسلامى العسكرى لمحاربة الإرهاب الذى تقوده المملكة العربية السعودية من جهة أخرى.
كما اتفق القائدان على ضرورة احتواء تدخلات إيران فى الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وإشعالها الفتن الطائفية، ودعمها للإرهاب والوسطاء المسلحين، وما تقوم به من جهود لزعزعة استقرار دول المنطقة .
كما شدد القائدان على أن التدخلات الإيرانية تشكل خطراً على أمن المنطقة والعالم، وأن الاتفاق النووى المبرم مع إيران يحتاج إلى إعادة نظر فى بعض بنوده، وأن برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية لا يشكل تهديداً على دول الجوار فحسب ؛ بل يشكل تهديداً مباشراً لأمن جميع دول المنطقة والأمن الدولى.
كما أكد الجانبان على أهمية الوصول إلى سلام شامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتعهد القائدان ببذل كل ما فى وسعهما لتشجيع إيجاد مناخ يساعد على تحقيق السلام، مشددين على ضرورة العمل على حل الأزمة اليمنية ، ونوه فخامة الرئيس ترمب بما تقدمه المملكة العربية السعودية من مساعدات إغاثية وإنسانية إلى الشعب اليمني.
وفيما يخص الأزمة فى سوريا، أكدت المملكة العربية السعودية دعمها للقرار الذى اتخذه الرئيس الأمريكى دونالد ترمب، بإطلاق صواريخ على قاعدة الشعيرات التى شن النظام السورى هجومه الكيميائى منها على منطقة خان شيخون، وعبر الجانبان عن أهمية التزام النظام السورى بالاتفاقية التى أبرمها عام 2013، مع المجتمع الدولى بالتخلص من جميع الأسلحة الكيميائية فى سوريا، وشدد الجانبان على أهمية الوصول إلى حل دائم للصراع فى سوريا على أساس إعلان جنيف، وقرار مجلس الأمن رقم (2254)، للحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها ولتكون دولة تمثل جميع أطياف المجتمع السورى وخالية من التفرقة الطائفية.
وأبدى الجانبان دعمهما لجهود الحكومة العراقية للقضاء على داعش، وتوحيد الجبهة الداخلية لمحاربة الإرهاب الذى يمثل تهديداً لكل العراقيين، والحفاظ على وحدة العراق وسلامة أراضيه، وأهمية وقف التدخلات الإيرانية فى الشأن الداخلى للعراق، ونوه الجانبان بأهمية العلاقات بين المملكة والعراق والسعى لتطويره.
وفى الشأن اللبنانى، أكد الجانبان أهمية دعم الدولة اللبنانية لبسط سيادتها على جميع أراضيها، ونزع سلاح التنظيمات الإرهابية مثل حزب الله ،وجعل كافة الأسلحة تحت الإشراف الشرعى للجيش اللبناني.