قررت إدارة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، إرسال فريق مدنى إلى سوريا، فى محاولة لتحقيق الاستقرار فى المناطق التى استعادتها القوات المدعومة أمريكيًا من داعش، وتفادى أزمة إنسانية هناك.
وبحسب شبكة "روسيا اليوم" الإخبارية، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلا عن مسئولين أمريكيين، أن الفريق يتكون من سبعة أفراد فقط، وهم مسئولون من وزارة الخارجية، وعناصر أمنية، كان بعضهم وصل إلى الأراضى السورية.
ومهمة الفريق ستكون بعيدة عن إعادة بناء المدن والمناطق المتضررة، بل ستركز على مساعدة السوريين فى العودة إلى ديارهم، من خلال تنظيم العمل على إزالة ألغام زرعها "داعش"، على جوانب الطرق، إضافة إلى إعادة توصيل الكهرباء والحصول على المياه النظيفة واستعادة الخدمات العامة، ما من شأنه أن يسهم فى منع تحول هذه المناطق إلى مرتع خصب للإرهابيين.
وأوضحت وزارة الخارجية الأمريكية، فى بيان، أمس الخميس، ردا على طلب التعليق، "إن جهودنا فى مناطق ما بعد "داعش"، ستركز بشكل صارم على بسط الاستقرار وبالتالى تلبية الاحتياجات الفورية للمدنيين لتمكينهم من العودة إلى ديارهم ومنع تسلل داعش"، مضيفة أن الجهود "تقتصر على تقديم المساعدات الإنسانية وتطهير مخلفات الحرب من المتفجرات واستعادة الخدمات الأساسية".
وبحسب الصحيفة، فإن قلة أعضاء الفريق وأهدافه المتواضعة تعكس عزوف أمريكا، ترامب، عن الزج بنفسها فى عملية إعادة بناء الدولة، ورغبة الجمهور الأمريكى المنهك من الحروب، فى تقليص النفقات على مشاريع ضخمة لإعادة الإعمار بعد أكثر من عقد بذلت فيها جهود إعادة إعمار العراق بما يزيد عن 60 مليار دولار.
ولكن إرسال مثل هذه المجموعة الصغيرة يترك إشارات استفهام حول ما إذا كان الجهد كافيا لتنفيذ المهمة الشاقة المتمثلة فى استعادة الحياة الطبيعية لملايين السوريين ومواجهة التحديات الصعبة، مثل تشكيل حكومة محلية ذات تمثيل واسع واستعادة نظام قضائى فعال، وتجنب وقوع أعمال انتقامية.
واعتبر جيمس دوبنز، المبعوث الأمريكى السابق، إلى أفغانستان والصومال وهايتى، أن "مقاربة الحد الأدنى هذه قد تكون مناسبة لعمل الفريق خلال الأسابيع القليلة الأولى، ولكن بعد ذلك ستظهر هناك مشاكل قد تتطلب جهدا أكبر".
وأشار الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، فى تصريح له، هذا الأسبوع، إلى الحاجة لبعثة مدنية أوسع تشمل عملا يجرى حاليا بقيادة وزارة الخارجية على تكوين هيئة حاكمة لضمان أن تتمتع الرقة بحكم محلى فعال فور استعادتها.
هذا، وكان وزير الدفاع الأمريكى، جيمس ماتيس، اعترف فى شهادته أمام الكونجرس، الأسبوع الماضى، بأن البيت الأبيض لم يبلور بعد استراتيجية متكاملة ومفصلة للحفاظ على الاستقرار فى سوريا والعراق بعد القضاء على "داعش".