أعرب زيد رعد الحسين مفوض الأمم المتحدة السامى لحقوق الإنسان، عن قلقه البالغ إزاء مصير المدنيين المحاصرين بفعل الهجوم الذى ينفذ ضد تنظيم (داعش) فى الرقة التى يتواجد فيها 100 ألف مدنى محاصرين فعليا.
وقال المفوض الأممى -فى بيان اليوم الأربعاء- إنه فى الوقت الذى تتكثف فيه الهجمات الجوية والأرضية فإن التقارير لا تزال تتواصل عن وقوع إصابات بين المدنيين ويزداد إغلاق الطرقات المؤدية إلى الهروب.
وأشار البيان بحسب بيانات جمعها مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى مقتل ما لا يقل عن 173 مدنيا بضربات جوية وأرضية منذ الأول من يونيو، ولفت إلى أنه من المحتمل جدا أن هذا الرقم تقريبى وأن العدد الفعلى للضحايا قد يكون أعلى بكثير.
ونوه البيان إلى أنه فى حين نجح البعض فى المغادرة بعد دفعهم مبالغ كبيرة من المال إلى مهربين بما فى ذلك مهربين تابعين لتنظيم (داعش) إلا أنه لا تزال تقارير تبرز أن عناصر من (داعش) يمنعون المدنيين من الفرار كما يتعرض أولئك الذين يحاولون الهرب لخطر مقتلهم بألغام أرضية أو محاصرتهم بين النيران.
وقال المفوض الأممى -فى البيان- إن التقارير تفيد بأن القصف المكثف للرقة فى الأسابيع الثلاثة الماضية ترك المدنيين فى حال من الرعب والضياع بشأن المكان الذى يمكن أن يبحثوا فيه عن ملجأ بما أنهم محاصرون بين الأعمال الوحشية لتنظيم (داعش) والمعركة الطاحنة للقضاء عليه.
وأضاف أن العدد الكبير للإصابات بين المدنيين يشير إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود من قبل الأطراف لضمان حماية السكان المدنيين، وشدد على أنه يجب ألا تتم التضحية بأرواح المدنيين من أجل تحقيق انتصارات عسكرية سريعة .
ودعا المفوض كل القوات التى تحارب تنظيم (داعش) فى الرقة بما فيها القوات الدولية إلى إعادة النظر فى عملياتها لضمان مراعاتها القانون الدولى بالكامل بما فى ذلك اتخاذ كل التدابير الوقائية المجدية لتفادى وقوع خسائر فى أرواح المدنيين، كما دعا إلى التحقيق بسرعة وفعالية فى التقارير التى تفيد بوقوع إصابات بين المدنيين، وطالب أطراف النزاع باتخاذ تدابير تسمح للمدنيين الذين يرغبون فى الهروب من القتال بفعل ذلك بأمان.
ولفت بيان المفوض إلى وجود تقارير مثيرة للقلق عن انتهاكات وإساءات ارتكبتها المجموعة المسلحة لقوات سوريا الديمقراطية فى مناطق تحت سيطرتها مثل مدينة الطبقة بما فى ذلك أعمال نهب واختطاف واحتجاز تعسفى خلال عمليات التمشيط بالإضافة إلى تجنيد الأطفال.