قالت المنظمة الدولية للهجرة - فى تقرير لها، صدر فى جنيف، اليوم الثلاثاء - إن الكارثة الإنسانية فى الموصل، والتى أصبحت واضحة بعد تسليط الضوء عليها بعد استعادة المدينة من قبضة تنظيم داعش، قد تتجاوز كل التوقعات السابقة.
وقال جويل ميلمان، المتحدث باسم المنظمة الدولية - فى مؤتمر صحفى، فى جنيف، اليوم، واستنادا إلى شهادات موظفى المنظمة الدولية فى العراق - إن الفارق بين الجزء الشرقى من الموصل والجزء الغربى منها يظهر اختلافات صارخة فيما يتعلق بحجم الدمار وطبيعة ما حدث خلال المعارك، وأضاف أنه فى الوقت الذى يتعافى شرق الموصل بوتيرة سريعة مع عودة الكثير من ظواهر الحياة الطبيعية واستعادة جزء كبير من الخدمات، إلا أنه من المتوقع أن يستغرق ذلك فى غرب الموصل وقتا أطول.
وأوضح تقرير المنظمة الدولية، أن فريقها فى الموصل وبمجرد عبوره للجسر بين شطرى المدينة شاهد الفارق الكبير بين شرق الموصل التى تتعافى فيها الحياة بسرعة وبين غرب المدينة الذى يعيش هدوءا مميتا، وأضاف أنه فى غرب الموصل تظهر الأطلال فى المدى الذى يمكن للعين أن تصل إليه وتتراص السيارات المدمرة بالكامل وتوجد القذائف أمام المنازل فى شهادة على القتال الشرس الذى وقع فى هذا الجزء من المدينة فى حين أن الأرصفة التى كان يستخدمها الأطفال باتت تحت أكوام من الأنقاض وحتى القطط والكلاب الضالة غادرت غرب الموصل فى الغالب .
وأشارت المنظمة، إلى أن معركة استعادة الموصل من "داعش"، جاءت بتكلفة عالية للغاية، وأصبحت المدينة القديمة بالموصل والتى يعود تاريخها إلى قرابة 401 قبل الميلاد عبارة عن مدينة أشباح، وأنه من بين 54 منطقة سكنية غرب الموصل، فإن 15 منطقة قد سويت بالأرض مع تدمير ما يقرب من 32 الف منزل فى تلك المناطق، فى الوقت الذى تعرضت 23 منطقة أخرى لأضرار معتدلة وفى 16 حيا كانت الأضرار خفيفة، وأن فى البلدة القديمة وحدها تضرر أكثر من 5500 منزل فى الأسابيع الأخيرة من الهجوم .
ولفت تقرير المنظمة الدولية، إلى دمار هائل لحق العديد من المدارس وشبكات المرافق كما تعرضت الطرق السريعة للقصف العنيف، وأصبحت مليئة بالحفر الضخمة، وأن مطار الموصل تعرض كذلك للتدمير، وكذلك السكك الحديدية التاريخية فى المدينة وجامعة واحدة على الأقل، وأن المسئولين يقدرون أن ما يقرب من 80% من مدينة الموصل الطبية أصبحت محترقة، حيث كانت المدينة هى اكبر منشأة صحية فى محافظة نينوى وكانت تضم العديد من المستشفيات وكلية طبية ومختبرات ومرافق أخرى، وحيث لا تزال المتفجرات تملأ طوابقها .
وقالت المنظمة، إن خطة الأمم المتحدة التى أعلن عنها فى فبراير الماضى كانت حذرت من أن عملية الموصل الإنسانية يمكن أن تكون اكبر عملية إنسانية فى العالم فى العام الجارى 2017، وطلبت مبلغ 985 مليون دولار لهذا العام بما فى ذلك تكاليف دعم المدنيين المتضررين من القتال فى الموصل.
وأشارت إلى أنه وبحلول يوليو، كان ورد اقل من نصف المبلغ وبما يصل الى 440 مليون دولار فقط ، وأنه مع تلقيها لحوالى 33 بالمائة فقط من النداء الذى وجهته بقيمة 28.83 مليون دولار لازمة الموصل، و34% من مبلغ 47.46 لعام 2017 للنداء المخصص لمناطق أخرى فى العراق ، فان فجوة التمويل قد تؤثر بشكل كبير على العمليات الإنسانية المستقبلية.
وأشار تقرير المنظمة الدولية، إلى أن عدد من نزحوا من الموصل منذ بداية العمليات العسكرية بلغ حوالى المليون و72 الف نازح، وأنه من بين هؤلاء اكثر من 846 ألفا و252 مازالوا نازحين، بينما عاد حوالى 225 ألفا و918 نازحا منهم 80% تقريبا عادوا الى مناطقهم الأصلية فى شرق الموصل.
وأضافت أنه من بين النازحين هناك أكثر من 360 ألفا و100 نازح أى 42% يعيشون فى مخيمات ومواقع الطوارئ حول الموصل، وحيث تستضيف مواقع المنظمة الدولية للهجرة ما يقرب من 22% من هؤلاء النازحين.