كشفت القناة الثانية فى التليفزيون الإسرائيلى عن محاولة إسرائيل الربط بين السماح للجاسوس جوناثان بولارد بالعيش الدائم في إسرائيل وبين قبول إسرائيل لإعادة إحياء محادثات السلام مع الفلسطينيين، وهو الربط الذى قابلته الولايات المتحدة بتحفظ شديد.
وذكرت مصادر أمنية أمريكية أن محلل المعلومات السابق فى مخابرات البحرية الأمريكية جوناثان بولارد، الذى أدين فى الثمانينيات بالتجسس لحساب الموساد الإسرائيلى، محظور عليه مغادرة منزله فى نيويورك فى الفترة ما بين السابعة مساء وحتى السابعة صباحا منذ الإفراج عنه بعد تمضية عقوبة السجن.
وأشارت المصادر الأمريكية إلى أن الجاسوس بولارد (أمريكى الجنسية) فرض عليه عقب إطلاق سراحه فى نوفمبر 2015 ارتداء أسورة التتبع (جى بى إس) لمراقبة تحركاته، حيث أنه ممنوع من مغادرة الأراضى الأمريكية تحت أى مبرر، وهو ما يعنى عمليا استحالة سفره إلى سويسرا لتسلم مكافأة الخدمة التى أودعها الموساد له فى أحد البنوك السويسرية، والمقدرة بمليون دولار أمريكى.
وكان بولارد أحد محاور المحادثات التى أجراها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو في نوفمبر الماضى خلال زيارة ترامب لإسرائيل.. وبحسب القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلى فقد طلب نيتانياهو من ترامب السماح للجاسوس بولارد بالهجرة والانتقال للعيش فى إسرائيل، التى أعطته جنسيتها "تكريما لخدماته" للدولة الإسرائيلية، على حد تعبير القناة.
ونقلت مصادر إسرائيلية عن نيتانياهو قوله للرئيس الأمريكى "إن بولارد لم يلحق أية أضرار بالمصالح الأمريكية نتيجة نشاطه لحساب الموساد بالقدر الذى أراد فيه أن يساعد إسرائيل".
ويقول مراقبون "إن هذا هو المنطق ذاته الذى اعتمدت عليه جماعات الضغط اليهودية فى الولايات المتحدة لحمل الإدارات الأمريكية المتعاقبة على الإفراج عن الجاسوس بولارد، وهو ما كان موضع رفض من الاستخبارات الأمريكية التى أكدت فى كل مناسبة أن بولارد كان يمارس نشاطا هداما للمصالح الأمريكية".