هل يمكن أن يحكم حزب شعبوى أسسه كوميدى دولة أوروبية بارزة؟. هذا هو السؤال الذى طرحته صحيفة "واشنطن بوست" قبيل إجراء الانتخابات فى إيطاليا، حيث تسعى حركة النجوم الخمس إلى تحقيق فوز انتخابى كبير.
وقالت الصحيفة إن الحركة التى ولدت على مدونة فنان كوميدى، وهو جوزيبى جريللو، كدعوة لحمل السلاح ضد المؤسسة السياسية الفاسدة، لكن صورتها ظلت فى النهاية أنها مجموعة من المارقين. لكن هؤلاء الغرباء قد يصبحوا داخل المجال السياسى قريبا، حيت تتصدر الحركة الاستطلاعات بشكل مستمر مع اقتراب الانتخابات بعد أسابيع. بيمنا يقول قادتها إنهم سينظرون فى التحالف مع الأحزاب المنافسة لتشكيل حكومة، ليكسروا بذلك أحد محظوراته الأساسية.
وبعد حوالى عشر سنوات من الثورة ضد الأقوياء، فأن هؤلاء المتمردين مستعدين لتولى الحكم. ويقول مسئول السياسة الخارجية فى الحزب مانليو دى ستيفانو إنهم فى البداية كانوا يمثلون جزءا من البلاد، والآن يريدون أن يمثلوا البلاد كلها.
وترى واشنطن بوست أن فكرة تولى حركة النجوم الخمس الحكم كافية لتحدث رعشة فى العمود الفقرى للمؤسسة المالية والسياسية لإيطاليا ولأوروبا أيضا.
ونظرا لأفكار الحزب التى تجمع بين اليمين واليسار، بما فى ذلك التشكك إزاء اليورو وتأييد روسيا والحماس للديمقراطية المباشرة عبر الإنترنت، فأن إيطاليا، ثالث أكبر اقتصاد فى منطقة اليورو ربما تشهد هزة لو تولت النجوم الخمس الفرصة للحكم.
ويقول أغلب المحللين، إن الأمر ممكن لكنه غير مرجح. فحتى لو تصدرت النجوم الخمس الانتخابات المقررة فى الرابع من مارس، فأن أحزابا أخرى من المتوقع أن تتحد فى محاولة لإخراج الحركة من الحكم. لكن يظل هذا أمر غير سهل نظرا لأن حصة الحزب فى التصويت فى استطلاعات ما قبل التصويت تتراوح حول 30%، متوفقا على أى حزب أخرى فى المشهد السياسى المنقسم فى إيطاليا.