قال الكاتب الأمريكى ديفيد إجناتيوس أن إيران، وبرغم الاتفاق النووى الذى توصلت إليه هذا العام مع القوى الغربية، تواصل التخريب الاقتصادى.
وأضاف الكاتب فى مقال له بصحيفة "واشنطن بوست" أن أحد الأسباب التى روجت للاتفاق النووى أنه سيشجع على الانفتاح والاستثمار من العرب، إلا أن المتشددين فى إيران عملوا فى الأشهر الأخيرة على تدمير أنصار العولمة الاقتصادية والتغيير.
ورأى الكاتب أن أوضح مثال على ذلك رجل الأعمال الأمريكى الإيرانى سيماك نظامى البالغ من العمر 44 عاما والتى تم القبض عليه فى أكتوبر الماضى. ورغم أن إيران لم تعلن عن أى اتهامات رسمية، إلا أنه اتهم فى الصحافة الأمريكية بأنه أداة لمؤسسات مثل المنتدى الاقتصادى العالمى والنافذة الوطنية للديمقراطية ومركز ودروز ويلسون للعلماء وصندوف روكفيلر برازرز.
ووفقا لما ورد فى الصحافة الإيرانية، فإن نظامى محتجز من مخابرات الحرس الثورى الإيرانى فى قسم خاص فى سجن إيفين. ونشرت منظمات إخبارية مقربة من الحرس الثورى قصص تآمرية يتم رسمها من خلال استجوابه ومعلومات موجودة على جهاز اللاب توب الخاص به.
وأشار الكاتب إلى أن الهدف الحقيقى للمتشددين من وراء هذا ربما يكون الرئيس حسن روحانى الذى كانت حكومته مناصرة لانفتاح أكبر واندماج اقتصادى مع الغرب. وقد باركت حكومة روحانى زيارة كان مخططا لها فى يونيو الماضى من قبل 20 من قادة العالم الشباب، تم ترتيبها من خلال نائب الرئيس للتكنولوجيا والمعلومات سورنا ستارى. لكن تم إلغاء الزيارة وإلغائها من قبل المتشددين.
واعتبر اجناتيوس أن حادث نظامى يكشف الحقائق لمن أملوا أن يكون الاتفاق النووى مقدمة لانفتاح أكبر. لكن منذ التوصل للاتفاق فى يوليو الماضى، قال المرشد الأعلى على خامنئى مرارا أن إيران لن تسمح بتسلل اقتصادى من قبل الولايات المتحدة التى وصفها الشهر الماضى بأنها عدو مخادع وماكر وغشاش وشيطانى.
وخلص اجناتيوس قائلا عن روحانى وغيره من البراجماتيين يرون أن الاستثمارات الأجنبية ستعزز إيران وتدعم أمنها القومى وطنى، إلا أن المتشددين يصرون على أن الأموال الغربية أداة للشيطان الأكبر لتقويض الصورة. وتوقع أن تكون هذه المعركة على النفوذ الاجنبى واحدة من خطوط الصدع الرئيسية فى إيران العام المقبل.