قال المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) والممثل الإقليمى للشرق الأدنى وشمال أفريقيا عبد السلام ولد أحمد، اليوم الثلاثاء، إن بناء الصمود وتحقيق السلام الدائم هما أمران رئيسيان للقضاء على الجوع وتحسين رفاهية الشعوب فى منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا..مشددا على أنه بدون ذلك لن تتمكن المنطقة من القضاء على الجوع وتحقيق الأمن الغذائى والتغذية وتعزيز الزراعة المستدامة، وهى أمور أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، فبوجود الجوع، لن يكون ممكنًا تلبية أى من الحاجات الإنسانية الأخرى.
جاء ذلك خلال الدورة الرابعة والثلاثين لمؤتمر الفاو الإقليمى للشرق الأدنى (#NERC34)، التى يشارك فيها 150 شخصًا من وزراء حكوميين ووفود الدول الأعضاء فى المنطقة، إضافة إلى ممثلين من منظمات المجتمع المدنى والقطاع الخاص؛ لرسم خارطة طريق للعمل المستقبلى لمواجهة تحديات الأمن الغذائى المشتركة.
وقال ولد أحمد - فى كلمته الافتتاحية خلال المؤتمر - أن الفاو حافظت على وجودها وقدمت خدماتها فى الدول التى شهدت نزاعات، فقد عملت فرقها دون كلل أو ملل لتعزيز الصمود وقدمت الدعم ليس فقط للعمليات الطارئة، ولكن أيضا لسبل المعيشة المستدامة وبناء القدرات والإدارة المستدامة للموارد الطبيعية.
وأضاف أن الفاو تعمل فى الدول التى تشهد نزاعات وتلك التى لا تشهد نزاعات تحت مظلة مبادراتها الإقليمية الثلاث، وهي: ندرة المياه، والزراعة الأسرية صغيرة النطاق، وبناء القدرة على الصمود لتحسين الأمن الغذائى والتغذية.. لافتًا إلى أن المنظمة تسترشد بهذه المبادرات منذ إطلاقها، حيث تشكل هذه المبادرات المرجعية لأطر البرامج القُطرية، وتدعم الفاو الدول الأعضاء بطرق مختلفة، خاصة مناصرة وتطوير السياسات وبناء القدرات وتبادل المعارف والخبرات ودعم مشاريع وبرامج قطرية محددة.
وتابع ولد أحمد أن هذه قضايا مهمة على جدول الأعمال العالمى للفاو، لكنها تهم أيضا على وجه الخصوص المنطقة وكل دولة من دولها.. منوهًا بأن التحديات الضخمة التى تواجهها المنطقة تقتضى بناء شراكات جريئة ومتعددة الأبعاد، وفى هذا السياق، تعمل مكاتب الفاو الإقليمية على توسيع وتعزيز شراكاتها مع المؤسسات الإقليمية والدولية.
وألمح إلى أنه فى سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة فى المنطقة، تعمل الفاو حاليًا عن كثب مع جامعة الدول العربية والمنظمة العربية للتنمية الزراعية ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربى آسيا وبرنامج الأغذية العالمى ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة والمركز الدولى للأبحاث الزراعية فى المناطق الجافة والمركز الدولى للدراسات الزراعية المتقدمة فى المتوسط والمركز الدولى للزراعة الملحية وجائزة خليفة التربوية وغيرها.
وتعقد الدورة الرابعة والثلاثون لمؤتمر الفاو الإقليمى للشرق الأدنى فى إطار العمل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما الهدف الثانى المتعلق بالقضاء على الجوع، ومن المقرر أن يشارك المدير العام للفاو جوزيه دا سيلفا وسفيرة النوايا الحسنة لدى الفاو للقضاء على الجوع دارين الخطيب فى طاولة مستديرة للوزراء حول القضاء على الجوع تُعقد بعد غد الخميس، حيث تبحث التحديات الخاصة بالقضاء على الجوع فى مناطق النزاع وتقديم توصيات لتعزيز العمل الجماعي.
وعلى هامش هذه الدورة، ستحتفل الفاو بالذكرى الأربعين للهيئات التمثيلية القطرية فى المنطقة من خلال تقديم معرض صور وتسليط الضوء على الإنجازات المهمة وقصص النجاح التى حققتها المنظمة مع الدول الأعضاء.
ويناقش المؤتمر التحول الزراعى فى المنطقة وتحدى توظيف الشباب وهجرتهم، والزراعة الإيكولوجية والتكيّف مع تغير المناخ فى المناطق شبه القاحلة من أجل تحقيق تنمية زراعية مستدامة، ومشكلة العواصف الرملية والترابية فى منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، والتعاون الإقليمى لمعالجة الآفات والأمراض النباتية والحيوانية والسمكية العابرة للحدود من خلال مبادرة "صحة واحدة".
وتواجه دول منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا تحديات مشتركة وكبيرة لتحسين الأمن الغذائى والتغذية وتحقيق تنمية زراعية شاملة، وقد حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) من أن النمو السريع للسكان، وزيادة التحضر، وانخفاض النمو فى إنتاج الغذاء، وندرة وهشاشة الموارد الطبيعية، والتهديد الذى يطرحه تغير المناخ، من الأسباب التى تزيد من هذه التحديات.