دعت المعارضة الفنزويلية إلى عدم التصويت للرئيس المنتهية ولايته نيكولاس مادورو، فى الانتخابات الرئاسية التى تخوضها كراكاس، على إثر مناخ متزايد من التوتر والقلق وسط اضطرابات سياسية واقتصادية لم يسبق لها مثيل بعد وفاة الرئيس هوجو تشافيز.
وذكرت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية، أن فنزويلا تحتفل اليوم الأحد بالانتخابات الرئاسية العامة التى تعد أساسية بالنسبة إلى مادورو، تحت ضغط مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية وحكومات إقليمية أخرى تدعم مقاطعة المعارضة، ولن تعترف بالنتائج.
ويدعو الخصوم السياسيون لنظام مادورو، فى سياق أزمة متشنجة وعالية، إلى عدم التصويت، بينما يرى المحللون أن الامتناع الكبير عن التصويت سيفضى لصالح مادورو؛ لأنه يحتفظ بقاعدة دعم للولاء للزعيم الاشتراكى المتوفى هوجو تشافيز والاعتماد على البرامج الاجتماعية.
وقالت نيلز جونزاليز (55 عاما) الموظفة العامة فى وسط مدينة كراكاس "سأصوت لصالح نيكولاس مادورو لأنه فقط فى الثورة يمكن الحفاظ على فوائدها".
بينما قالت تيريزا باريديس (56 عاما) وهى ربة منزل "للمرة الأولى فى حياتى لن أصوت لأننا نعيش كالكلاب دون علاج ولا طعام"، لكن ألفارو تورو، المتقاعد البالغ من العمر 64 عاما، سيصوت لأنه يقول "يجب أن ينتهى هذا الأمر"، فى إشارة إلى ولاية مادورو.
ومن جانبه، استبعد رئيس السلطة الانتخابية، تيبيساى لوسينا، أن يتم دفع السندات الاقتصادية للناخبين خلال الانتخابات، بعد أن أعلن مادورو أنه "يكافئ" أولئك الذين يذهبون إلى صناديق الاقتراع.
وينتقد المحلل لويس فيسينتى ليون، دعوة المعارضة للامتناع عن التصويت دون استراتيجية محددة، ما يعنى أن الأصوات كلها ستتجه إلى مادورو، وفى الوقت التى تدعو المعارضة إلى عقد انتخابات حقيقية لا تقول للفنزويليين كيف سيتم ذلك؟!
وقال دييجو موى أوكامبوس، المحلل فىIHS Markitومقره فى لندن، إن "السيناريو الأكثر احتمالا هو العزلة الدولية الأكبر والتدهور الاقتصادى بسبب سوء الإدارة والعقوبات".
وأضاف أن العامل الرئيسى هو الجيش، فقد دعا كبار القادة العسكريين الموالين لمادورو للتصويت، وهناك أكثر من 300 ألف من الجنود ورجال الشرطة اليوم الأحد فى مراكز الاقتراع البالغ عددها 143838 مركزا والتى افتتحت الساعة 10:00 صباحا بتوقيت جرينتيش وستغلق بعد 12 ساعة.
وتحت شعار اخرج يا مادوروFuera Maduroخرج العديد من الفنزويليين فى 100 مدينة فى العالم ترفض الانتخابات.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الفنزويلية تعانى من العزلة بعد عدم اعتراف الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية وعشرات دول أمريكا اللاتينية بالنتائج لأنها تعتبر أن الانتحابات لا تقدم ضمانات بأن تكون حرة وديموقراطية.
كما استبعد الاتحاد الأوروبى إرسال مراقبين، وطلب مادورو من الكتلة الأوروبية "تصحيح التعصب الأيديولوجى" ضد فنزويلا.