أكد البروفيسور إيلى جولد نائب رئيس مركز لندن للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن أحداث ديسمبر 2017 التى شهدتها طهران كانت نقطة تحول في التاريخ الإيرانى الحديث.
وأضاف جولد، فى مقال نشره بصحيفة الواشنطن تايمز تحت عنوان "بداية عهد جديد فى السياسة الإيرانية"، أن المظاهرة الأخيرة التى تشهدها إيران تختلف تماما عن الاحتجاجات التى حدثت فى عام 2009، والتى كانت تتألف من "الإصلاحيين" (المعروفة باسم الطبقة المتوسطة المتعلمة في طهران)، لأنها كانت علمانية ومدنية ومجتمعة اجتماعيا ضد مجمل النظام الإيرانى - وليست دينية، على عكس ما حدث فى الماضى، هذه المرة، شاركت 85 مدينة إيرانية على الأقل فى المظاهرة، مما جعلها الأكبر منذ الثورة الإيرانية.
وأشار جولد فى مقاله إلى ما ذكره الأمين العام مصطفى هجرى، بالحزب الديمقراطى الكردستانى الإيرانى، خلال التعليقات الأخيرة فى مأدبة غداء فى مركز لندن بواشنطن العاصمة، حول أن الاضطهاد على الشعب الكردى فى إيران يرتكز على ركيزتين هما النظام السياسى الحالى وقوته، والاضطهاد الوطنى لما يسمى بالمثقفين (الإصلاحيين) للجمهورية الإسلامية، ونتيجة لذلك هناك بوضوح إنكار الهوية الوطنية للأكراد، ففى ظل الجمهورية، واجهت كردستان الإيرانية صعوبات كبيرة، مع إدراج نقاط التفتيش والقتل من قبل الشرطة والأمن المشدد. ونتيجة لذلك ، فإن كردستان لديها أقل عدد من المتعلمين والعاملين فى جميع أنحاء إيران.
وشرح جولد قائلا: "على سبيل المثال، يوجد في كردستان مصنعان فقط، ومع ذلك تم تأسيسهما من قبل من هم خارج كردستان، وعمل بهما غير الأكراد، هذا أدى إلى الاستغلال الاقتصادى، وقد دمرت الألغام الأراضى وأفقدتها قدرتها على الإنبات، ولأسباب كهذه، يهاجر أكثر من 000 15 كردى إلى الأجزاء الوسطى من إيران سنويا بحثا عن العمل.
وأضاف، أن لدى كردستان القدرة على أن تكون مكانًا عظيمًا للسياحة والنشاط الاقتصادى، ولكن بسبب النظام، يتم حرمانهم من كل فرصة لتحسين أوضاعهم، فمن بين المدن الإيرانية العشرة التى تتمتع بأعلى معدل للبطالة يوجد ستة منها فى كردستان.
جاءت هذه المقالة تعليقا على المظاهرات العارمة التى قد أندلعت فى إيران مؤخرا بعدد من بازارات (أسواق) الجمهورية احتجاجا على التردى الرهيب للعملة التذى شهدت انهيارا مروعا أمام الدولار بما معدله أكثر من 10 آلاف تومان لكل دولار واحد.