أزمة اللاجئين تبدل حظوظ اليمين المتطرف فى الانتخابات الألمانية.. الأزمة تحقق نجاحا لـ"ترامب ألمانيا".. وميركل تنقذ نفسها قبل الانتخابات وتقرر إعادة 3 آلاف مهاجر إلى العراق شهريا.. والانتخابات المحلية ب3 ولايات مصيرية لميركل.
مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية فى 3 ولايات ألمانية، تزداد وتيرة التوتر لدى الحملة الانتخابية بتواصل مرشحى الأحزاب مع الجمهور حول موضوعهم الأساسى وهو اللاجئين ، وتشهد 3 ولايات ألمانية أنتخابات تعتبر مصيرية للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وسياستها تجاه اللاجئين.
ويتوجه الناخبون غدا 13 مارس فى 3 ولايات ألمانية إلى صناديق الاقتراع لاختيار برلمانات ولايات رينانيا بلاتينا فى الوسط الغربى وبادن فورتمبرج فى الجنوب الغربى وسكسونيا فى وسط شرق البلاد، وتعد هذه الانتخابات فى الولايات الثلاث اختبار للمزاج السائد بين المواطنين بالنسبة للانتخابات التشريعية فى ألمانيا المقررة عام 2017، وتتميز ولاية رينانيا فى هذه الانتخابات بتنافس امرأتين على منصب رئاسة الوزراء فى الولاية، وهما مالو داريير من الحزب الدييمقراطى الاشتراكى ويوليا كلوكنر من الحزب المسيحى الديمقراطى.
وتعتبر سياسة اللجوء هو الموضوع المؤثر فى الحملة الانتخابية ، حيث إن زعيمة الحزب المسيحى الديمقراطى يوليا كلوكنر ابتعدت فى الأيام الأخيرة بشكل ملحوظ عن سياسة رئيستها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وذلك بعد مطالبتها فى بيان مشترك مع المرشحين من حزبها لانتخابات ولايتى بادن فورتمبيرج وسكسونيا قامت باتخاذ "إجراءات وطنية" لتجاوز أزمة اللجوء، وذلك لخوفها من فقدان أصوات الناخبين المحافظين الذين يستقطبهم حزب البديل من أجل ألمانيا اليمينى المتطرف، واستعان حزبها فى حملته الانتخاببية فى الولاية باستضافة زعيم الحزب الاجتماعى المسيحى هورست زيهوفر من بافاريا والذى ينتقد بشدة سياسة ميركل ويدعو إلى تحديد حد أقصى لعدد اللاجئين إلى ألمانيا.
ميركل تحاول إنقاذ نفسها
وفى الوقت نفسه تحاول ميركل الحفاظ على منصبها وإنقاذ نفسها وتقوم قبل الانتخابات بيوم بالإعلان عن إعادة نحو 3 آلاف مهاجر إلى العراق من ألمانيا كل شهر، وأكدت أن العدد آخذ فى الزيادة، وهذا المعدل سيزيد حين تحرر مدن من قبضة تنظيم داعش، مشددة على أن كل المهاجرين لن يبقوا فى ألمانيا، كما أنها تؤكد على أن عدد المهاجرين الوافدين على ألمانيا يتراجع، أما رئيسة وزراء الولاية مالو درايير من الحزب الاشتراكى الديمقراطى فتركز فى حملتها الانتخابية على شعار "التضامن ونبذ الفرقة"، مشيرة إلى أن هذه الانتخابات تشهد أكبر مشاركة فى عدد الأحزاب اليمينية، كما أنها رفضت المشاركة فى مناظرة تليفزيونية مع ممثل حزب البديل من أجل ألمانيا اليمينى، وقالت "أرفض منح منصة خطابية لحزب يتبنى "لغة يمينة متطرفة بل وعنصرية".
"البديل من أجل ألمانيا" يثير مشاعر الخوف
وتثير هذه الانتخابات المخاوف من صعود الأحزاب اليمينة المتطرفة فى البلاد، خاصة بعد أن ظهرت ما سميت بترامب ألمانيا وهى اليمينة المتطرفة فراكوا بيترى لتتحدى ميركل، كما أن حزبها البديل من أجل ألمانيا ظهر ليثير مشاعر الخوف من اللاجئين حتى يحصد العديد من الأصوات المؤيدة فى الانتخابات.
ويؤكد حزب البديل من أجل ألمانيا على أن سياسة اللجوء التى تنتهجها الحكومة "غير شرعية" تعنى فقدان الدولة لمراقبة الهجرة، كما يؤكد على عدم تطبيق الحكومة للقانون القائم حيث إن السلطات لا ترحل إلا عددا قليلا من اللاجئين المرفوضة طلباتهم ، معتبرا فى الوقت نفسه أن جميع طالبى اللجوء تقريبا دخلوا ألمانيا مع خرق للقوانين الأوروبية المعمول بها".
واستغلت بيترى سياسة الباب المفتوح التى تتبعها ميركل فى استقبال اللاجئين ، لتقوم بجمع أصوات الغاضبون من أوروبا من اللاجئين، وكانت بيترى من الذين أيدوا بشكل كبير إطلاق النار على أى شخص يحاول عبور الحدود الألمانية بطريق غير شرعية.
كما تعتبر بيترى قوة صاعدة ومقلقة بالمشهد السياسى الألمانى، فهى وحزبها البديل من أجل ألمانيا استغلوا موجة الغضب التى اجتاحت ضد ميركل وحزبها المسيحى الديمقراطى لترحيبهم باللاجئين الذى وصل عددهم لأكثر من مليون لاجئ. وقد حظى حزبها بنسبة تصويت وصلت إلى 13.2% يوم الأحد الماضى خلال الانتخابات المحلية لولاية "هسن" وسط ألمانيا، والتى جرت العادة أن تتم انتخاباتها فى هدوء، إلا أن بيترى قالت لأنصارها"إن سلطة الأحزاب المترسخة تنهار"، ويحظى حزب البديل من أجل ألمانيا فى الشرق بنسبة تصويت تصل حاليا إلى 20%، وهى ضعف النسبة التى يحظى بها فى الغرب، وقد أزاح حزب "البديل من أجل ألمانيا" العقبات التى تقف أمامه فى برلمانات 5 ولايات، ومن المتوقع أن يحصل على نسبة تصويت تصل إلى 20% وذلك فى انتخابات ثلاث ولايات أخرى يوم الأحد. ومن ناحية أخرى فقد عملت المستشارة الألمانية على دفع الاتحاد الأوروبى من أجل الإسراع بإبرام اتفاق مع تركيا، من أجل مواجهة تدفق اللاجئين، بهدف تحقيق هزيمة للتحدى الذى تمثله بيترى، ومما لا شك فيه أن أزمة اللاجئين بدلت من حظوظ الحزب الذى تنتمى إليه بيترى.
شعبية ميركل
وفى هذا السياق فقد أظهر استطلاع للرأى ارتفاع شعبية المستشارة الالمانية إلى أعلى مستوى هذا العام ، رغم من أن حزبها لن يستفيد من هذا الارتفاع، وكشف الاستطلاع، الذى أجرته مؤسسة فورسا لاستطلاعات الرأى أن ميركل التى تواجه مقاومة فى داخل معسكرها المحافظ لسياسة الباب المفتوح التى تتبعها مع المهاجرين ستفوز ب50% من الأصوات فى انتخابات افتراضية على غرار النظام الرئاسى ضد منافسها زيجمار جابرييل من الحزب الديمقراطى الاشتراكى الذى سيحصل على 13%، وارتفعت شعبية ميركل نقطتين مئويتين عن آخر استطلاع.
ورغم ذلك لم يستفد التكتل المحافظ الذى يضم الاتحاد الديمقراطى المسيحى والاتحاد الاجتماعى المسيحى البافاري من هذا التطور المهم وظلت نسبة تأييده دون تغيير عند 35%، أما الحزب الديمقراطى الاشتراكى، الشريك فى حكومة ميركل الائتلافية، فقد هبطت شعبيته نقطة مئوية واحدة إلى 23%.
أما حزب البديل من أجل ألمانيا المناوئ للاجئين فقد ارتفعت نسبة تأييده نقطة مئوية إلى 10%، ومن المتوقع أن يؤدى الحزب أداء جيدا فى انتخابات الأحد التى تجري فى ثلاث ولايات.