قالت صحيفة إيه بى سى الإسبانية أن أكثر من 3 مليون شخص تظاهروا فى ساوباولو للمطالبة برحيل الرئيسة ديلما روسيف، واعتبرت الصحيفة أن هذه المظاهرات غير مسبوقة فى تاريخ البرازيل ضد رئيس برازيلى، وتتحدى روسيف مطالب الشعب البرازيلى وتقول أنها لن تستقيل، فى الوقت الذى يقول فيه المراقبين إنها معزولة للغاية ويستبعدون أن تتمكن من إكمال فترة ولايتها الثانية التى تنتهى بنهاية عام 2018.
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيف أصبح ليس لديها خيار آخر سوى التنحى وذلك بعد العزلة المتزايدة والضغوط القوية التى تتعرض لها من قبل الشعب البرازيلى، وسبقت المظاهرات حملات دعاية واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعى، طالبت فيها المعارضة المواطنين للخروج فى أكثر من 300 مدينة فى أنحاء البلاد.
ونزل المتظاهرون إلى الشوارع فى عدة مناطق، وفى العاصمة برازيليا، تجمع 100 ألف شخص ورفع المتظاهرون دمية تمثل الرئيس البرازيلى السابق، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، (2003-2010) والذى يواجه حاليا اتهامات بالفساد، وألبسوها ثياب السجن المنقطة بالأبيض والأسود، وفى ريو دى جانيرو تجمع المتظاهرون بصفوف طويلة على شاطئ كوباكابانا، وأثار مرور طائرة صغيرة تتدلى منها لافتة كتب عليها "لن يكون هناك انقلاب" غضب المتظاهرين.
وكانت المعارضة تأمل حشد أعداد كبيرة لممارسة ضغوط على النواب الذين يترددون فى التصويت على بقاء روسيف، أو استقالتها فى الأسابيع المقبلة، وقال "الحزب الاشتراكى الديموقراطى البرازيلى" أبرز أحزاب المعارضة، "هذه هى اللحظة المناسبة لحمل علم البرازيل، والنزول سلميا إلى الشوارع، للاحتجاج على فساد حكومة ديلما".
وتواجه البرازيل تراجعا لنموها الاقتصادى وتضخما كبيرا يحملان على التخوف من حصول أعمال عنف خلال التظاهرات، فيما كانت الرئيسية البرازيلية قد قالت، أول أمس "أدعو المواطنين إلى تجنب أعمال العنف، ومن حق الجميع أن يتظاهروا، ولا يحق لأحد أن يقوم بأعمال عنف".
وتبدأ البرازيل العام الثانى من الركود الاقتصادى الشديد، فيما الأزمة السياسية التى تؤججها فضيحة الفساد فى شركة "بتروبراس"، تصيب بالشلل عمل حكومة "حزب العمال" الحاكم منذ 2003، ويلقى كثير من البرازيليين باللائمة على الزعيمة اليسارية فى دخول البرازيل فى أسوأ موجة ركود خلال 25 عاما على الأقل.