بعد ساعات قليلة من قرار الرئيس الروسى فلادمير بوتين، المفاجئ بانسحاب القوات الروسية بشكل جزئى من سوريا، أعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أن الرئيس الإسرائيلى، رؤوفين ريفلين، سيزور موسكو اليوم وسيلتقى بوتين، ورئيس الوزراء الروسى دميترى ميدفيديف، ومسئولين روس آخرين، بالإضافة لممثلى الجاليات اليهودية.
وذكر الإعلام الإسرائيلى أنه من المتوقع أن يناقش ريفلين، الذى جاءت زيارته تلبية لدعوة بوتين، مع نظيره الروسى لعدة موضوعات سياسية والتحديات التى تمر بها المنطقة، بينما سيكون انسحاب القوات الروسية من سوريا على رأس المناقشات الثنائية.
وقال موقع "مكور" الإخبارى الإسرائيلى، إن ريفلين أجرى مساء أمس عدة اتصالات عقب قرار موسكو بسحب قواتها من سوريا، لتلقى الاستشارات العاجلة مع مساعديه وجهات سياسية وأمنية لفهم ما وراء تلك الخطوة الروسية، كذلك التقى ريفلين برئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو تمهيدًا لتلك الزيارة.
ورجح محللون سياسيون فى إسرائيل أن قرار بوتين قد جاء على خلفية إدراكه أنه لا يمكن لقوة جوية روسية تحقيق إنجازات أخرى وهو يحتاج إلى قوات برية لتحسين موقفه، كما تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن بوتين سيستثمر الآن جهوده فى النشاط الدبلوماسى المكثف لبلورة خطة سياسية تضمن استقرار حليفه الرئيس السورى بشار الأسد.
بينما رجح محللون إسرائيليون آخرون، أن الانسحاب العاجل للجيش الروسى من سوريا يشير إلى التقسيم القريب للدولة إلى مناطق نفوذ، وربما إلى التنحية المستقبلية لبشار الأسد.
وقال عاموس هرئيل، المحلل السياسى والخبير فى الشئون العربية بصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، إن بوتين سيقترح الآن خطة تقسيم سوريا إلى منطقة علوية، وكردية، ودرزية.
فيما قال رون بن يشاى، المحلل السياسى الإسرائيلى بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن بوتين، اعتمد طوال الفترة على تراخى نظرائه فى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى الذين لم يعملوا بجدية كما عمل هو بحد ذاته، مضيفا إن الولايات المتحدة انجرت إلى المبادرات الروسية وتُنسق نشاطاتها مع الكرملين.
وأضاف المحلل الإسرائيلى، أنه فى المقابل، فإن تداعيات هذه الخطوة الروسية، فى مرحلة معينة، سيكون على بشار الأسد التنحى، مشيرا إلى أنه لم يعد يتمتع الأسد الآن بالدعم الروسى الإيرانى الذى كان يحصل عليه وربما سيضغط عليه حلفاؤه لقبول اتفاق يجعل عائلة الأسد تترك موطنها وتلجأ إلى دولة أُخرى.