تهتز البرازيل بسبب الاستعداد للانتخابات المقررة فى 7 أكتوبر 2018، لانتخاب الرئيس ونائب الرئيس وكذلك المؤتمر الوطنى وحكام الولايات ونواب الحكام والمجالس التشريعية للولايات، خاصة بعد ترشح النائب اليمينى المتطرف المثير للجدل جاير بولسونارو، الذى يمتلك تاريخا حافلا من التصريحات المثيرة للجدل والمليئة بالعنصرية.
ويثير بولسونارو الجدل بسبب وعوده للبرازيليين، والتى من بينها إغلاق مقر السفارة الفلسطينية لدى بلاده، حال تمكنه من الفوز فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، ورغم اعتراف البرازيل بفلسطين كـ"دولة مستقلة ذات سيادة" منذ 2010، إلا أن "بولسونارو" لم يترك مناسبة دون التشديد على قوة العلاقات الثنائية بين البرازيل وإسرائيل.
ويرى بولسيناريو أن قرار الرئيس السابق، ديلما روسيف، بإنشاء مقر السفارة الفلسطينية فى العاصمة الفيدرالية برازيليا فى 2016، كان نتيجة عدة مفاوضات دارها الرئيس ديلما مع ما أسماهم بـ"الإرهابيين".
وقال المرشح الرئاسى "لقد تفاوض الرئيس ديلما مع فلسطين لكنه لم يتفاوض مع الشعب الفلسطينى فلا يمكن للمرء أن يتفاوض مع إرهابيين"، مضيفا "لذا فمن الضرورى إزالة مقر السفارة الفلسطينية وقصر بلانالتو - مقر الفرع التنفيذى للحكومة الاتحادية - من العاصمة برازيليا".
وتم مقابلة إعلان بولسونارو بإغلاق سفارة فلسطين فى البرازيل بالعديد من الانتقادات، وقال رجل الأعمال الفلسطينى ورئيس المركز الثقافى العربى البرازيلى، أحمد رمضان إن خوض ذلك المرشح الرئاسى فى أزمات كتلك ينم عن "جهل" ذلك السياسى بماهية الروابط والعلاقات التى تجمع البرازيل ليس فقط بالشعب الفلسطينى وإنما بالوطن العربى بأكمله.
وعلق رمضان "لدى البرازيل مكانة خاصة من قبل الشعب العربى فتربطهم علاقات تجارية، رياضية، وثقافية، وبالتالى فأن العربى المجتمع هنا كبير جدا"، مضيفا أن بولسونارو يسعى لنيل دعم إسرائيل ليتمكن من الفوز فى الانتخابات مقابل إغلاق أبواب البرازيل أمام العرب، مؤكدا أن مواقف المرشح تثبت أنه غير مستعد لأن يصبح رئيسا للبلاد.
واعتبر البروفيسور صموئيل فيلدبيرج، أستاذ العلاقات الدولية فى جامعة ساو باولو، أن نقل السفارة البرازيلية من تل أبيب إلى القدس على غرار الإجراء الأمريكى الأخير لن يكون مستبعدا فى حكومة جير بولسونارو، قائلا إنه رغم ذلك فأن علاقات البرازيل مع إسرائيل حاليا أفضل بكثير مما كانت عليه من قبل، ومن الممكن أن يضيف بولسونارو "قليلا" إلى تلك العلاقة إذا تم انتخابه.
ومن أهم القرارات أيضا المثيرة للجدل لدى بولسونارو، هو إخراج البرازيل من منظمة الأمم المتحدة لأنه يعتبرها "اجتماعا للشيوعيين".
وصرح المرشح الرئاسى لصحيفة "فوليا دى ساو باولو" عقب مشاركته فى احتفال عسكرى بمدينة ريسيندى "لو أصبحت رئيسا سأخرج البلاد من منظمة الأمم المتحدة، فهذه المؤسسة عديمة الفائدة".
وقال القائد الأسبق للجيش والمرشح الحالى للحزب الاجتماعى التحررى لوسائل الإعلام، إن الأمم المتحدة هى "مكان لاجتماع الشيوعيين" والأشخاص الذين ليس لديهم أدنى التزام مع أمريكا الجنوبية.
ووفقا لاستطلاعات الرأى الأخيرة، فأن بولسونارو حصل على نسبة 17% متفوقا على عالمة البيئة مارينا سيلفا التى حصلت على 13% وأيضا على مرشح حزب العمال سيرو جوميز 8% والمرشح الديمقراطى الاجتماعى جيرالدو ألكمين 6%.