نجحت العديد من الدول الأوروبية والعربية فى إحباط عمليات إرهابية، بعد أن اجتاحت هجمات باريس مخاوف جميع الدول مما جعلها تتخذ إجراءات صارمة وتكثف من نشرها لقوات الأمن.
ولدى العواصم الرئيسة فى العالم مخاوف من التهديد الإرهابى المتزايد، وقامت بنشر عدد كبير من قوات الأمن، ووضعت ضوابط صارمة، لضمان السلامة فى الاحتفالات بعيد رأس السنة، وعلى الرغم من أن مدنًا أوروبية مختلفة قالت إنه لا توجد أى تهديدات إرهابية إلا أنها أيضًا اعترفت بمخاوفها من هجمات محتملة، مثل التى حدثت فى فرنسا، والعديد من الدول الأوروبية التى ألغت عروض الألعاب النارية والصواريخ.
فرنسا
أحبطت فرنسا 5 اعتداءات خلال الأشهر الأخيرة ، كان من ضمنهم الاعتداء الذى تم تفاديه مؤخرا فى مدينة فيل جولف فى ضواحى باريس الذى أدى إلى وفاة جزائرى كان يخطط لمهاجمة كنائس.
وأعلن رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس إنه تم إحباط "5 اعتداءات" خلال الأشهر الأخيرة فى فرنسا حيث قتل 17 شخصا فى هجمات إرهابية على مقر صحيفة شارلى إبدو الأسبوعية الساخرة، بالإضافة إلى متجر للأطعمة اليهودية فى يناير، كما كان من بينها مخطط لاستهداف كنيسة خلال الأيام القليلة الماضية.
وزار وزير الدفاع الفرنسى قوات الخدمة قبيل احتفالات يسودها التوتر بشكل غير معتاد فى باريس بمناسبة حلول العام الميلادى الجديد فى أعقاب هجمات نوفمبر، التى خلفت 130 قتيلا ومئات الجرحى، وشدد وزير الدفاع "جان إيف لو دريان" على الحاجة إلى "يقظة خاصة، وتعبئة كاملة ووجود فى غاية الأهمية"، لقوات الأمن.
وتم نشر 60.000 من رجال الشرطة والجيش لضمان الأمن فى ليلة رأس السنة ، وقامت بإلغاء الألعاب النارية والصواريخ، وشرح وزير الداخلية بيرناند جاثينوفا أن "احتفالات رأس السنة هذا العام لن تكون مثل السابق" وذلك فى إشارة منه إلى هجمات باريس الأخيرة".
وأشارت الصحيفة إلى أن فى العاصمة يوجد 80% من الشرطة، وقام وزير الدفاع جان يوفيس لو دريان بزيارة لبعض الأماكن السياحية فى باريس مثل كاتدرائية نوتردام، والشانزليزيه، ونشر 10.000 من رجال الشرطة فى هذه الأماكن لضمان حمايتها.
تركيا
وفى تركيا تم اعتقال اثنين يشتبه بانتمائهما لتنظيم داعش ويعتقد بأنهما كانا يخططان لشن هجمات انتحارية خلال احتفالات العام الجديد وسط أنقرة، فى موقعين قرب حانات ومراكز تسوق، وتم اعتقال الشخصين خلال مداهمة لمنزل فى حى ماماك بأنقرة حيث ضبطت الشرطة سترات ناسفة مزودة بقنابل وكرات وعصى معدنية وضعت فى حقيبة ظهر، وكذلك معدات تصنيع قنابل.
واستجوبت شرطة مكافحة الإرهاب المواطنين، حيث ذكرت الأحرف الأولى من اسميهما وهما "إم سى" و"إيه واى"، وقال مكتب المدعى العام "تم ضبطهما قبل أن تتسنى لهما فرصة القيام بتحركات".
بلجيكا
وفى بلجيكا نجحت السلطات عبر حملات المداهمة والتفتيش التى نفذتها الشرطة خلال الأيام الماضية فى إحباط مخططات إرهابية لشن هجمات شبيهة بتلك التى وقعت فى باريس، ونقلا عن مصادر قضائية فإن هذه العمليات تمكنت من كشف أكثر من بؤرة كان الإرهابيون يعدونها نقطة انطلاق لشن هذه الهجمات"، وكان الرجلان اعتقلا فى بلجيكا للاشتباه بتخطيطهما لشن هجمات إرهابية خلال احتفالات السنة الجديدة.
واعتقلت الشرطة أكثر من 20 شخصا خلال هذه العمليات لم توجه الاتهام إلا لواحد منهم فقط، وعاشت العاصمة البلجيكية على مدى الأيام الماضية حالة استنفار أمنى وملاحقات وعمليات دهم عقب مخاوف من عمليات إرهابية فى بروكسل.
وقالت السلطات إن التحركات الأمنية كشفت تهديدات خطيرة بوقوع هجمات على أفراد الجيش والشرطة وعلى مواقع شهيرة فى بروكسل.
وقرر عمدة بروكسل إيفان مايور إلغاء احتفالات رأس السنة والألعاب النارية وجميع الاحتفالات المخطط لها فى هذه الليلة بسبب التهديدات الإرهابية وقال "للأسف، الألعاب النارية وكل شىء كان مقررا مساء الخميس، وكان يفترض أن يجتمع الكثير من الأشخاص فى وسط بروكسل، نحن مضطرون إلى إلغائه نظرا لتحليل المخاطر الذى أجراه مركز الأزمة".
وكان قرابة 100 ألف شخص حضروا احتفال رأس السنة العام الماضى فى ساحة بروكر وسط بروكسل، وأضاف مايور أن "من الأفضل عدم المجازفة فى حين أن الوضع لا يسمح بالتأكد من أننا دققنا فى كل من يأتى إلى مكان الاحتفال.
تونس
وفى تونس تم إحباط مخططات إرهابية كبرى كانت ستستهدف مدينة سوسوة بالتزامن مع هجمات باريس ، وكانت فرقة فوج التدخل للأمن الوطنى التونسى تمكن من القبض على الإرهابى ناظم الحداد، الذى قاد محاولة اغتيال النائب ورئيس نادى النجم الساحلى، رضا شرف الدين، وتم تسليمه إلى الوحدة الأمنية لمكافحة الإرهاب بـ"العوينة" برفقة منقبة ورجل أمن موقوف من فرقة فوج التدخل وعنصر رابع ، ويذكر أن عدد الموقوفين التابعين لخلية سوسة بلغ إلى الآن 13 شخصا، من بينهم الوسيط، الذى تم حجز عنده سلاحين من نوع كلاشينكوف و مسدسى كاتم صوت.
كما أن قوات الأمن الداخلى تمكنت من إيقاف أكثر من 500 عنصر من المشتبه بهم ، و60 مفتشا فى قضايا إرهابية وإحباط عدد من المخططات الإرهابية الخطيرة وذلك خلال 3 أشهر من تطبيق حالة الطوارئ، وتم تفكيك 15 خلية إرهابية منها خلايا فى العمل الدعائى للإرهاب وأخرى متخصصة فى الإعداد لمخططات إرهابية.
لندن
ونشرت لندن 3000 من رجال الشرطة فى الشوارع للحماية من أى هجمات إرهابية، وقالت السلطات البريطانية إنه يوجد لديهم خطط احترازية لأى هجمات إرهابية محتملة.
برلين
فى برلين توجد تدابير أمنية واسعة النطاق للاحتفال بالعام الجديد، ومن المتوقع أن مئات الآلاف من الأشخاص يحتفلون عند عمود النصر، وعلى الرغم من أن فى برلين لا يوجد أى دليل أنه سيكون هناك هجمات إرهابية محتملة إلا أن السلطات اعترفت بأنه يسود جو غريب من المخاوف والتهديدات، وسيكون هناك 900 جندى فى الشوارع لحماية الاحتفالات.
ولأول مرة ستقوم برلين بفحص جميع الحقائب فى المتنزهات، وأن الشرطة سيكون معها كلاب مهمتها العثور على متفجرات، ونبهت السلطات فى بعض المناطق اللاجئين من استخدام الصواريخ والألعاب النارية للاحتفال بنهاية العام، حيث إن السلطات تريد تجنب الأذى النفسى للاجئين، ووزعت الشرطة تحذيرات ورقية باللغة العربية لإبلاغ اللاجئين من التقليد السنوى لألمانيا ومنع استخدامهم للألعاب النارية.
إيطاليا
فى إيطاليا، قالت السلطات إنه سيكون هناك إجراءات أمنية قوية فى الشوارع لحماية المواطنين من أى تهديدات إرهابية محتملة فى هذه الليلة، خاصة فى الحفل السنوى فى سيركو ماسيمو، الذى يجمع مئات الآلاف من الأشخاص.
مدريد
فى مدخل مدريد بويرتا ديل سول، سيتم نشر 600 من رجال الشرطة وهذا العدد يوجد لأول مرة فى ساحة بويرتا ديل سول فى ليلة رأس السنة لحماية المواطنين أثناء احتفالاتهم، حيث إن هذه الساحة يحتفل بها مئات الآلاف من الإسبان بليلة رأس السنة، كما سيكون هناك تدابير أمنية عالية.
وفى باقى مدريد سيكون هناك زيادة فى التدابير الأمنية بنسبة 15% أكثر من المعتادة كل عام، وإسبانيا تحتفل لأول مرة برأس السنة الجديدة وهى تحت مستوى تأهب من الدرجة الرابعة.
موسكو
الساحة الحمراء فى موسكو التى يأتى إليها عشرات الآلاف من الناس فى ليلة رأس السنة الجديدة، تم إغلاقها هذا العام كما أنه تم وضع العديد من التدابير الأمنية على مداخلها ومخارجها، ووضعت روسيا مستوى عال من التأهب خوفا من هجوم إرهابى على غرار الذى حدث فى نوفمبر فى باريس، بسبب تدخلها العسكرى فى سوريا، وأصبح لدى الروسيين الاحتفال بعيد رأس السنة فى الحدائق بدلا من الساحة الحمراء.
نيويورك
ونشر فى نيويورك 6000 من الشرطة أى أكثر بـ500 من العام الماضى، وخاصة فى تايم سكوير، لحماية الزوار الذين يأتون للاحتفال بعيد رأس السنة فى نيويورك التى تجتذب مليون شخص، وقالت السلطات "نحن مستعودون تماما للاحتفالات فى رأس السنة"، وقال رئيس البلدة بيل دى بلاسيو "كما أننا مستعدون لمنع أى إرهاب، والتعامل مع أى حدث قد يحدث".
وأضاف: نتيجة للهجمات الإرهابية التى حدثت فى سان برناردينو كاليفورنيا، والتى حدثت فى باريس، تم نشر العديد من الوحدات لمكافحة الإرهاب التى تضمن وكلاء مسلحين لمراقبة ذلك، كما أنه تم وضع التدابير الخاصة لاحتمالية إخلاء المنطقة فى أى وقت، والشرطة تبدأ إغلاق الشوارع الرئيسية باستخدام الحواجز وتحويل حركة المرور، كما سيتم استعراض جميع الحقائب على أجهزة التفتيش والكلاب المدربة على رائحة المتفجرات.
وشهد شهر ديسمبر إحباط عمليات إرهابية فى الجزائر والمغرب ، حيث تمكنت قوات الجيش من إحباط مخططت إرهابية تستهدف منشآت أمنية وعسكرية ، وفى الجزائر تم العثور على رسالة منسوبة إلى ما يسمى بالقاعدة فى بلاد المغرب عبد المالك دروكدال ، كما نجحت فى اختراق اتصالات إليكترونية لأمير إرهابى وحددت من خلالها مكتن تخزين متفدجرات وأحزمة ناسفة قريبة من مركز تدريب سرى للإرهابيين، وأيضا فى المغرب أحبطت السلطات المغربية مخططا لتنفيذ أعمال إرهابية نوعية فى مناطق لم تتحددها المملكة ، وذلك عقب اعتقال متهم موالى لتنظيم داعش.