تيريزا ماى على خطى "المرأة الحديدية" .. هل تجبر المعارضة رئيسة وزراء بريطانيا على الإستقالة مثلما فعلت مع "تاتشر" .. حزب العمال يؤكد "الحكومة على شفا الإنهيار"

"ما اشبه اليوم بالبارحة" فعلى الرغم من مرور 28 عاما على تقديم مس تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة استقالتها من منصبها ، على اثر ما شهدته القمة الأوروبية التي عقدت بروما 1990 والتى تم فيها تسجيل معارضتها الشديدة لإستخدام عملة واحدة أوروبية هي " اليورو " ، الأمر الذى أثر بالسلب على حكومتها بدءا من استقالة وزير خارجيتها "السير جيفرى هاو" المؤيد للوحدة الاوروبية ،وانتهاءً بتنحيها عن الترشح لدورة اخري لرئاسة الحزب بعدما قام بعض زملاؤها بإقناعها بالتنحى لانعدام فرصها فى الفوز . الا ان التاريخ قد يعيد نفسه مرة أخرى مع خليفتها تيريزا ماى رئيسة وزراء بريطانيا الحالية ، التى تسير على نفس خطاها بدعم سياسات السوق الحرة والمعارضة الى تلقاها حاليا من بعض وزراءها حول ازمة البريكست ، حيث شهدت الفترة الماضية تقديم وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون استقالته بعد ساعات من استقالة ديفيد ديفيس الوزير المكلف بملف "بريكست" ، الذى تزعم تظاهرة ضمت عدد كبير من أحزاب مختلفة للوقوف ضد سياسات ماى ، والتى تهدف الى حشد الدعم لإنفصال "نظيف" كما يسمونه عن الاتحاد الأوروبي حيث انطلقت التظاهرة تحت مسمى "حملة انقذوا بريكست" من ملعب بلدة بولتون فى شمال غرب بريطانيا . ومن جانبه قال توم واتسون نائب زعيم حزب العمال البريطانى المعارض ، إن حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماى على شفا الإنهيار وقد يتم إجراء انتخابات عامة في البلاد قريبا ، وأضاف أنه إذا أيد الأعضاء خلال المؤتمر السنوى لحزب العمال فى ليفربول فكرة إجراء استفتاء ثان على خروج البلاد من الاتحاد الأوروبى ، فسيكون من الصعب على زعامة الحزب تجاهلها. وتابع بقوله لإحدى القنوات الفضائية "إذا قرر مؤتمر حزب العمال أنه يرغب في تعهد بتصويت شعبى فيبدو لى أنه سيكون من غير المعقول أن نتحدى هذا القرار و "هذه الحكومة على شفا الانهيار وقد نجرى انتخابات عامة أخرى تدور أساسا حول الخروج من الاتحاد الأوروبى". الأمر الذى عده بعض المحللين بأنه محاولة لدفع ماى للإستقالة من منصبها قريبا. كما أعلن زعيم حزب العمال البريطانى جيريمى كوربين الحرب على رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى بشكل رسمى ، موضحًا أن حزبه سيصوت ضد خطتها فى مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى الـ "بريكست" املاً فى إجراء انتخابات عامة اَخرىواكد ان حزبه سيعرقل أى خطة مستقبلية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى من خلال مجلس العموم البريطانى فى محاولة للاستحواذ على السلطة وإنهاء قيادة ماى " . وأضاف كوربين أنهم يفضلون إجراء انتخابات عامة، داعيًا لترك الشعب البريطانى يقرر الاتجاه الذى يرغبون فى سلكه .