"البشرية لديها صوت أمام الجمعية العامة وتحتاج أن تستخدمه للتعبير عن أولئك الموجودين خارج القاعة، وغارقين فى خضم الحروب والصراعات"، بهذه الكلمات استهلت وزيرة خارجية النمسا كارين كنايسل، كلمتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتى فأجاة الجميع باختيارها للغة العربية للتحدث بها، مما أدى لانتشار خطابها بشكل واسع فى وسائل الإعلام العربية والغربية ووسائل التواصل الاجتماعى.
وبررت اختيارها للغة العربية لتلقى بها خطابها، بتقديرها للقيمة الثقافية الكبيرة التى تتمتع بها اللغة العربية، قائلة "لماذا أفعل هذا لأنها اللغة الوحيدة من ست لغات رسمية فى الأمم المتحدة، اللغة العربية لغة مهمة وجميلة وجزء من الحضارة العربية المهمة"،إلى جانب إظهار تعاطفها مع شعوب البلدان العربية التى تعانى من الحرب وخاصة فى سوريا والعراق.
وقالت كنايسل فى مستهل خطابها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى 29 سبتمبر الماضى" لقد عشت فى لبنان أثناء الحرب، وتعلمت هناك كيف يواصل الناس الحياة رغم ظروفهم الصعبة، فكل الاحترام والتقدير لأولئك الرجال والنساء الذين لا يزالون يواصلون الحياة فى تلك الظروف".
كما أشارت إلى أنها تعلمت اللغة العربية فى مقر الأمم المتحدة فى فيينا، وفى بيروت أثناء فترة الحرب، وكانت العربية إحدى اللغات الأربع التى ألقت فيها كلمتها.
فمن هى كارين كنايسل وزيرة خارجية النمسا؟
1ـ يعرف عن كنايسل بأنها يمينية وتعارض بشدة استقبال اللاجئين من البلدان العربية وغيرها.
2ـ انتقدت كانسيل بشدة المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، لقرارها عام 2015 المرحب بالمهاجرين، قائلة إن مثل تلك القرارات "تجذب اللاجئين"، وأشادت فى الوقت نفسه برئيس الوزراء المجرى، فيكتور أوربان، لحثه على العمل على تأمين الحدود الأوروبية.
3ـ قضت كنايسل، وهى من مواليد 1965 فى فيينا، جزءاً من طفولتها فى العاصمة الأردنية عمان، إذ كانت رفقة والديها أثناء عمل والدها طياراً خاصاً للعاهل الأردنى الراحل الحسين بن طلال، الذى أسهم أيضا فى تطوير الخطوط الملكية الأردنية.
4ـ درست كنايسل القانون واللغات الشرق أوسطية فى جامعة فيينا بين عامى 1983 و1987، ثم درست العلاقات الدولية فى الجامعة العبرية فى القدس والجامعة الأردنية فى عمان.
5ـ حصلت عام 1989 على منحة فولبرايت الأمريكية التى ساعدها فى مواصلة أبحاثها مدة ثلاث سنوات فى مركز الدراسات العربية المعاصرة بجامعة جورج تاون فى واشنطن، لتحصل على الدكتوراه عام 1992.
6ـ تتقن كنايسل إلى جانب لغتها الألمانية الأم، 7 لغات آخرى من بينها، الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والعربية والإيطالية والعبرية والمجرية.
7ـ عملت كنايسل بين عامى 1990 و1998 فى مكتب القانون الدولى لمجلس الوزراء النمساوى، وعُينت فى الخارج للعمل فى باريس ومدريد، كما درّست فى جامعة سان يوسف الكاثوليكية الفرنسية فى بيروت.
8ـ تركت العمل الدبلوماسى عام 1998، وعاشت فى سيبرسدورف القريبة من فيينا، لكنها عاودت نشاطها السياسى ثانية بين عامى 2005 و2010 وكانت فى ذلك الوقت مستشارة محلية مستقلة فى مجلس بلدية سيبرسدورف.
9ـ أصبحت صحفية حرة ومعروفة فى وسائل الإعلام المطبوعة باللغتين الألمانية والإنجليزية وهيئة الإذاعة النمساوية، بفضل تحليلاتها السياسية، والعديد من الكتب التى تناقش الشؤون السياسية. ثم درّست العلوم السياسية فى جامعة فيينا مدة 10 سنوات.
10ـ عملت كنايسل نائباً لرئيس الجمعية النمساوية للدراسات السياسية العسكرية بين عامى 2011 و2015.
11ـ عينت وزيرة للخارجية النمساوية فى ديسمبر عام 2017.
12ـ أعلنت زواجها فى شهر أغسطس الماضى، ودعت إليه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الذى لبى دعوتها
13ـ لها مؤلفات عديدة من الكتب المختصة بالشئون السياسية منها:
مفهوم الحدود لأطراف النزاع فى الشرق الأوسط.
حزب الله: حركة المقاومة اللبنانية، جماعة "إرهابية" إسلامية أم مجرد حزب سياسى؟.
تحقيق فى حركة حزب الله الشيعية فى السياق اللبنانى والإقليمى.
مقامرو الطاقة: كيف أثر النفط والغاز بالاقتصاد العالمي؟.
سياسات قوة التستوستيرون.
العالم المجزأ: ما تبقى من العولمة.
تغيير الحرس: فى الطريق إلى النظام العالمى الصينى.