قالت مجلة فورين بوليسى الأمريكية إن استراتيجية "الذئاب المنفردة" لتنظيم داعش قد انتهت، وبدأت بدلا منها "مخططات معقدة" لتضخيم آثار المذبحة التى يتم ارتكابها.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن تفجيرات بروكسل أوضحت أن مدى التهديد الذى يمثله داعش للغرب أكبر بكثير مما كان كثير من الغربيين يعتقدون من قبل، فلم يعد التهديد قاصرا على تطرف ما يقرب من خمسة آلاف مواطن أوروبى تركوا الراحة والأمن فى بلادهم ليحاربوا مع داعش فى سوريا والعراق، وفى ليبيا مؤخرا، ولم يعد قاصرا أيضا على ما يسمى بمخططات الذئاب المنفردة، وهى الهجمات التى يخطط لها راديكاليون من الغرب بأنفسهم، بل إن تفجيرات بروكسل أوضحت بشكل مؤلم أن داعش عازم على التخطيط وتوجيه هجمات فى الغرب أكثر تعقيدا وفتكا من مجرد إحداث فوضى على نطاق صغير.
وتقول فورين بوليسى إنه سيكون مفهوم لو أن الرأى العام أعرب عن قلقه أو استيائه من هذا الخطر، إلا أن مسئولى مكافحة الإرهاب فى الغرب لا يشعرون بالمفاجأة، فأى شخص يسلط انتباه كاف على هذا الشأن، سيرى أن قدرات داعش المتسعة كانت واضحة لأكثر من عام، وبعدما بدأت الحملة الجوية على داعش فى أغسطس 2014، رد المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدنانى بدعوة أنصاره إلى تنفيذ هجمات ضد الغرب يخطط لها أفراد، ومنذ هذا الوقت حاول أنصار داعش والمتعاطفون معه تلبية هذه الدعوة فيما عرف باسم "الذئاب المنفردة".
ووفقا لأحدث تقرير عن الإرهاب صادر عن "يوروبول"، المنظمة الخاصة بالشرطة الأوروبية، فإن هجمات باريس والتحقيقات التى أعقبتها أثبتت أن هناك تحولا من قبل تنظيم داعش نحو الذهاب للعالمية فى حملته الإرهابية.
وأشار التقرير إلى أن داعش طور قيادة خارجية تلقت تدريبا أشبه بما تحصل عليه القوات الخاصة في البيئة الدولية، وحذر التقرير من أن الهجمات، التى وقعت بالفعل في بروكسل، وشيكة. وقال " لدينا سبب قوى لنتوقع أن داعش والإرهابيين المتأثرين به أو بأى جماعات إرهابية أخرى ستقوم بهجوم إرهابى فى مكان آخر فى أوروبا مجددا، ولاسيما فى فرنسا بهدف إسقاط عدد كبير من الضحايا بين المدنيين".