حذرت مجلة فورين بوليسى، الأمريكية، أن الجماعات الإسلامية المتطرفة شرعت فى فتح جبهة جديدة فى مالى، مستغلة العنف الذى تشهده البلاد، مؤخرا، لبناء دولة الخلافة المزعومة الذى فشل تنظيم داعش فى إرساءها فى العراق وسوريا.
وأشارت المجلة، فى تقرير السبت، إلى العنف القائم بين مجتمعات الفولانى ودوجون وبامبارا فى مالى، والذى اسفر عن مقتل المئات، مشيرة إلى ان المظالم بين المجتمعات الثلاثة، غالبا تتعلق بالنزاع حول الأرض والماء.
وتضيف أن فى الماضى كان يتم حل هذه الخلافات سريعا، لكن أصبح احتواء الأمر أكثر صعوبة. وفقًا لتقرير هيومن رايتس ووتش لعام 2018 عن وسط مالى، أصبحت النزاعات معقدة بشكل متزايد مع نمو سكان دوجون، مما زاد الضغط على مناطق الرعى فى مجتمع فولانى. كما أن تغير المناخ، الذى جعل دوجون ينتقل إلى مناطق جديدة بحثًا عن الماء والعشب للرعى، أدى إلى تفاقم التوترات.
تمكنت الجماعات الجهادية من استغلال المخاوف المحلية. وباتت الجماعات الجهادية تنتشرت فى وسط مالى وإلى بوركينا فاسو منذ عام 2015. اثنتان منها تثيران قلقًا خاصًا، فالأولى هى مجموعة دعم الإسلام والمسلمين (المعروفة باسم JNIM)، وهى تابعة لتنظيم القاعدة وأعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الذى وقع فى مارس 2018 على السفارة الفرنسية فى واجادوجو ببوركينا فاسو وعلى قوات بوركينا فاسو القريبة من قرية توينى فى ديسمبر 2018. المجموعة الأخرى هى أنصار الإسلام، التى تشكلت عام 2016 وحصلت على دعم من كل من القاعدة وداعش فى الصحراء الكبرى
وعلى الرغم من أن الجماعات الإرهابية لم تسيطر على أراضٍ وسط مالى، إلا أنها تمكنت من إنشاء قواعد لشن هجمات على القرى والبلدات القريبة. إنهم يستهدفون دوجون وبامبارا، وكذلك أولئك الذين ينتمون إلى قوات الأمن- أو يقدمون معلومات لها. كما نفذت JNIM هجمات تقول إنها انتقام لاستهداف فولانى.