ألقت العقوبات الأمريكية التى طالت وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف بظلالها على صراعات الداخل السياسية، والضغوط التى يمارسها التيار المتشددة على الجانب الأخير على مهندس الصفقة النووية.
وجائت مساندة متأخرة من الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، السبت، لظريف، أمام العقوبات بسبب اجازة الجمعة للصحافة الورقية فى إيران، ونشرت كافة الصحف الاصلاحى والمتشدد صورة للوزير، فيما استغلت الصحف الاصلاحية للتنديد بضغوط المتشددين بحقه.
صحيفة أرمان ملى كتبت "ائتلاف هش ضد ظريف" زعمت أن ما أسمته بالفريق "ب" لعب دورا رئيسيا فى فرض عقوبات على الوزير، لكنها قالت أن الخطوة لم تحظى بمساندة أحد، بل على العكس أعلنت أوروبا مواصلة التعاون مع ظريف.. كما أشارت الصحيفة إلى أن العقوبات كانت سببا فى اتحاد كافة المسئولية داخل إيران دون النظر للخلافات، ووقوفهم لمساندة الوزير.
أما صحيفة أفتاب يزد أعلنت عن استعدادها لإجراء مقابلة مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وعقد مواجهة صحفية وعرض اجاباته على الإيرانيين، بعد أن قال بومبيو أنه يرغب فى السفر لإيران والحديث بشكل مباشر مع الإيرانيين، ووعدت الصحيفة الوزير بأن تبدأ اسئلتها منذ الثورة الايرانية 1979 وصولا بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووى 2018.
الصحيفة الاصلاحية، قالت أن ظريف يواجه عقوبات خارجية بالتزامن مع ضغوط داخلية، وأشارت إلى مسلسل الجاسوسية "جاندو" الذى تم عرضه على شاشات التلفزيون الرسمى الذى يخضع لإشراف مباشر من المرشد الأعلى، وصور المسلسل وزير الخارجية على أنه شخص ضعيف مرتبط بالخارج وأن وزارته مخترقة من قبل أجهزة الإستخبارات الأجنبية.
وتساءلت الصحيفة، ما اوجه الاختلاف بين صناع المسلسل والحكومة الأمريكية، فكلاهما يسير فى اتجاه واحد، ويسعى لتشويه وتشديد الضغوط على الوزير.
أما صحيفة ابتكار الاصلاحية نشرت صورة لظريف وهو ممسك بيده مسدد على مكتوب عليه الحوار، وكتبت الخوف من صوت إيران، وقالت فى تقريرها أن العقوبات على الوزير أدت إلى تضامن وتوحيد النسيج الداخلى لإيران.
ونشرت صحيفة ايران صورة مرسومة لظريف وكتبت عليها "هو صوت إيران"، المفارقة التى رسمتها صحيفة فرهيختجان أنها ردت على من شبهوا ظريف برئيس وزراء إيران محمد مصدق، وكتبت على صورة مصدق تراجيديا الثقة، أما صورة ظريف الذى ظهر بجواره كرسين وعلم إيران وأمريكا كتبت عليها، نهاية فكرة المفاوضات.
وقالت الصحيفة خلافا لمصدق فان ظريف يتمتع بمساندة سياسية من قبل المرشد الأعلى وقدرة إيران الاقليمية، لكن مصدق -بحسب زعمها- ذهب نحو الولايات المتحدة من أجل تأميم النفط وانقاذه من بريطانيا.