498 عاما على فتح بلجراد والدور الكبير فى انتشار الإسلام بقلب أوروبا

498 عاما بالتمام والكمال، مرت على فتح مدينة "بلجراد" على يد السلطان سليمان القانونى، ودخولها تحت حكم الدولة العثمانية، وكان لهذا الفتح دور كبير فى انتشار الإسلام فى قلب أوروبا. حاول العثمانيون فتح بلجراد ثلاث مرات، ولم يتمكنوا من ذلك إلا فى المرَّة الرابعة بعد مرور ما يقرب من قرن من الزمان على محاولتهم الأولى، ويذكر التاريخ أن المحاولة الأولى لفتح بلجراد، جرت فى عهد السلطان العثمانى "مراد الثانى" عام "845 هجرية – 1441 ميلادية"، عندما أعلن البابا "أوجينيوس الرابع" حملة صليبية ضدَّ الأتراك لطردهم من أوروبا، وتوالت محاولات العثمانيين إلى أن اعتلى السلطان القانونى الحكم، ولم تمضِ عليه إلَّا ثمانية أشهر حتى قام بحملته الأولى، التى أراد أن تكون وجهتها بلجراد. صمم السلطان العثمانى سليمان القانونى، على موقفه من فتح بلجراد، على اعتبارات سياسية واستراتيجية عدة، فتعتبر المملكة المجرية هى الخصم الأكبر للعثمانيين فى أوروبا الشرقية، وتمثل سدا منيعا دون انتشار الإسلام فى شرق أوروبا، لكن القانونى استطاع بحنكته السياسية الكبيرة أن يحيد القوى الأوروبية ويمنعها بذاك من التدخل لإنقاذ بلجراد، فالبندقية كانت تناقش فى ذلك الوقت عقد معاهدة تجارية مع العثمانيين، ولم يكن من مصلحتها أن تدخل فى حرب ضد العثمانيين تأييدا للمجريين. سبب المعركة فى شهر شعبان من سنة 927 هجرية، أقدم ملك الصرب فى ذلك الوقت على قتل سفير المسلمين لديه، فاستشاط السلطان القانونى غضبا لذلك، وأمر بتجهيز الجيوش الإسلامية وجمع كل ما يلزم من المئونة والذخائر وسار هو بنفسه لمحاربتهم، وخلال فتح بلجراد استأجرت الدولة العثمانية ما يقرب من 30 ألف جمل من الأناضول وشبه الجزيرة العربية لنقل الأسلحة العسكرية، ومن حوض الدانوب كان هناك حوالى 10 آلاف عربة تنقل الطحين والشعير. سير خطة المعركة كان فتح بلجراد من يوليو حتى 29 أغسطس عام 1521 ميلادية، فقد حاصر السلطان سليمان القانونى قلعة بلجراد المجرية، حيث تم تقويض جدرانها بالألغام وسبعة أيام من القصف العنيف، بعد ذلك تم غزو المدينة دون صعوبة كبيرة مع فقدان القليل من الجنود. أصبحت بلجراد قاعدة عسكرية مهمة لمزيد من العمليات فى أوروبا، وخلال الحكم العثمانى صارت بلجراد واحدة من أكبر المدن فى أوروبا، وأدى الفتح فى نهاية المطاف إلى معركة موهاج والاستيلاء على جزء كبير من مملكة المجر قبل العثمانيين. بعد الانتهاء من المعركة، أعلن السلطان القانونى، هذا الانتصار بالكتابة إلى جميع الولاة، وإلى ملوك أوروبا ورئيس جمهورية البنادقة، ثم عاد إلى القسطنطينية مكللاً بالنصر والظفر على الأعداء، وأرسل إليه قيصر الروس يهنئه بالفوز، كذلك فعل رئيسا جمهورية البندقية وراجوزه، وفتح هذا النصر التقدم لفتح بلاد ما وراء نهر الدانوب.














الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;