دافعت روسيا أمس السبت عن سياستها ببيع أسلحة إلى كل من أرمينيا وأذربيجان، اللتين استأنفتا مؤخرا العمليات الحربية الحادة إثر تصاعد القتال حول منطقة ناغورنى قره باغ الانفصالية.
وقال رئيس الوزراء الروسى ديمترى ميدفيديف، إنه إذا أوقفت روسيا بيع الأسلحة، فإن البلدين سوف تسعيان بكل ببساطة إلى موردين جدد.
وأضاف فى مقابلة مع التلفزيون الحكومى: "سوف يشترون أسلحة من بلدان أخرى، والمرحلة الدامية بالنسبة لهما لن تتغير"، وذلك فى أعقاب زيارته عاصمتى أذربيجان وأرمينيا. واستطرد قائلا: "لكن فى الوقت نفسه، يمكن أن يدمر هذا إلى حد ما توازن" القوى الحالى فى منطقة جنوب القوقاز.
واستخدمت القوات الآذرية والأرمينية هذا الشهر المدفعية والدبابات وغيرها من الأسلحة على نطاق غير مشهود منذ الحرب الانفصالية التى انتهت فى 1994، وهى الحرب التى خلفت قره باغ - وهى رسميا جزء من أذربيجان - تحت سيطرة قوات أرمينية عرقية محلية والجيش الأرميني.
وأسفر القتال الذى اندلع الأسبوع الماضى عن مقتل حوالى 75 جنديا من الطرفين إلى جانب العديد من المدنيين.
ودخلت هدنة بوساطة روسية حيز التنفيذ يوم الثلاثاء، لكن أذربيجان وأرمينيا تتهمان بعضهما البعض بانتهاكها يوميا.
وأثار بيع روسيا أسلحة لأذربيجان، الغنية بالطاقة، غضب الكثيرين فى أرمينيا، التى تستضيف قاعدة عسكرية روسية وترتبط بعلاقات أمنية واقتصادية وثيقة بموسكو.
وعكس البيع المتوازى للأسلحة الروسية إلى الغريمين اللدودين الرغبة الروسية الرامية إلى زيادة نفوذها فى المنطقة الاستراتيجية، التى تعد قناة رئيسية لمصادر الطاقة القادمة من بحر قزوين والمتجهة إلى الغرب.
وانضمت روسيا إلى الولايات المتحدة وفرنسا فى القيام بدور وساطة فى محادثات سلام ناغورنى قره باغ تحت رعاية منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا، والمستمرة منذ عام 1994 دون إحراز نتائج ملموسة.
وأثناء لقاء مجموعة منسك التابعة للمنظمة يوم السبت فى يريفان، عاصمة أرمينيا، احتشد مئات المتظاهرين فى ساحة مركزية احتجاجا على عدم إحراز المفاوضين أى تقدم. وطالبوا بأن يكون انفصاليو قره باغ طرفا فى محادثات السلام، وان تتوقف روسيا عن بيع السلاح لأذربيجان، بحسب ما ذكرت مارين مانوشاريان، إحدى المنظمين. وتم تسليم الطلبات للسفارات الروسية والفرنسية والأمريكية.
وقال إيغور بوبوف، الممثل الروسى لدى مجموعة منسك، إن المفاوضين التقوا القيادة السياسية والعسكرية للجانبين، وهو ما وصفه بأنه "يظهر استعدادا للحفاظ على الهدنة" وتفهما لضرورة العودة إلى المناقشات السياسية.
من جانبه صرح الرئيس الآذرى إلهام علييف أمس السبت، بأن بلاده ملتزمة بعملية السلام، إلا أنها لا تعتزم التخلى عن أراض، كما"لن تسمح أبدا بتشكيل دولة أرمينية ثانية على أراض آذرية".