تشهد مدينة برشلونة الأسبانية اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين، وذلك فى أعقاب الحكم الذى أصدرته المحكمة العليا الأسبانية بحبس عددا من قادة انفصال كاتالونيا لمدة تتراوح بين 9 و13 عاما، فى خطوة اعتبرها النشطاء الكاتالونيين تصعيدا من قبل السلطات الأسبانية.
وقد أدت الاشتباكات العنيفة بين الشرطة والمتظاهرين الذين احتشدوا فى ميادين المدينة، إلى حالة من الشلل عمت الحياة بشكل عام، حيث ذكرت تقارير صحفية أن حوالى 108 رحلة جوية تم إلغائها إثر أحداث العنف المتصاعدة، فى الوقت الذى قام فيه المتظاهرون بتدشين مسيرات أغلقوا خلالها الشوارع والطرق المؤدية إلى محطات المترو.
ماذا حدث خلال المحاكمة؟
شملت المحاكمة عدة متهمين بتأجيج العنف والنزعات الانفصالية فى البلاد، بينهم مسئولين بارزين فى برلمان وحكومة كاتالونيا، بالإضافة إلى عدد من النشطاء المؤيدين للانفصال، حيث شكك المتهمون فى نزاهة الإجراءات التى تم اتخاذها بصددهم، معتبرين أن الاتهامات التى يواجهونها زائفة.
وقد نال نائب رئيس كاتالونيا السابق أوريول جونكيراس العقوبة الأكبر، بالسجن لمدة 13 عاما، حيث اتهمه الادعاء الأسبانى بإثارة الفتنة وسوء استغلال المال العام، مطالبا بعقوبة تصل إلى السجن لمدة 25 عاما.
ماهى ردود الأفعال؟
أعرب جونكيراس عن رفضه الكامل للحكم الصادر عن المحكمة العليا، مؤكدا أن محاكمته جاءت لأسباب سياسية، متعهدا بعودة الانفصاليين بقوة إلى صدارة المشهد.
إلا أن ردود الأفعال لم تقتصر على المسئول الكاتالونى السابق، وإنما امتدت إلى الشارع حيث خرج ألاف المتظاهرين، معتبرين أن الأحكام الصادرة هى بمثابة تحدى لهم من قبل السلطات الحاكمة، وتزيدهم إصرارا على تحقيق أهدافهم.
كيف بررت المحكمة قراراتها؟
أكد الادعاء أن إعلان استقلال إقليم كاتالونيا من جانب واحد يمثل هجوما صريحا على الدولة الإسبانية متهما بعض المتورطين بالتورط فى تنظيم تمرد خطير، معتبرين أن الزعماء الانفصاليين أساءوا استخدام الأموال العامة أثناء تنظيم استفتاء عام 2017.
وأضاف أن الزعماء نفذوا إستراتيجية مخططة، لخرق النظام الدستورى والحصول على استقلال كاتالونيا بطريقة غير قانونية.