يواجه الزعيم الاشتراكى بيدرو سانتشيز، القائم بأعمال رئيس الوزراء الإسبانى، احتمال الدخول فى مفاوضات صعبة لتشكيل حكومة اليوم الاثنين بعد أن أسفر رهانه على إجراء انتخابات ثانية هذا العام فى إسبانيا عن عدم ظهور فائز واضح وصعود اليمين المتطرف.
ولم يمنح الناخبون المستقطبون أيا من الجناحين اليمينى أو اليسارى ما يكفى من الأصوات لحكم البلاد بالأغلبية رغم فوز الاشتراكيين بأغلب المقاعد.
وكتبت صحيفة إل بايس تقول "بدا تشكيل الحكومة معقدا فى أبريل ولكنه الآن هيروغليفية لا تفك طلاسمها".
ولم يتغير ميزان القوى بين الكتل الأيديولوجية التقليدية بدرجة تذكر منذ الانتخابات السابقة فى أبريل، لكن تقسيم الأصوات بين الأحزاب المحافظة اختلف بدرجة كبيرة.
فقد حصل حزب العمال الاشتراكى على 120 مقعدا من مقاعد البرلمان البالغ عددها 350، أى أقل بثلاثة مقاعد مما حصل عليه فى أبريل.
وحسن الحزب الشعبى المحافظ النتيجة المخيبة للآمال التى حققها فى أبريل بحصوله على 88 مقعدا بزيادة 22 مقعدا. كان الحزب الشعبى يتناوب الحكم مع الحزب الاشتراكى على مدى عقود بعد خروج إسبانيا من حكم الدكتاتور فرانثيسكو فرانكو فى سبعينيات القرن الماضى.
لكن حزب المواطنين (ثيودادانوس) الذى يمثل يمين الوسط حصل على 10 مقاعد فقط وحل محله حزب فوكس اليمينى المتطرف الذى حصل على 52 مقعدا وظهر كثالث أكبر حزب فى البرلمان.
وبدا لفترة طويلة أن إسبانيا بمنعة من صعود اليمين المتطرف نظرا لأن الكثير من الإسبان لا يزالون يتذكرون عهد فرانكو. لكن زعيم حزب فوكس سانتييجو أباسكال قال إنه سيعمل الآن على بناء ما وصفه بأنه "بديل وطنى" لإسبانيا.
وهذه رابع انتخابات تجريها إسبانيا فى 4 سنوات. وعلى مدى السنوات العشر الماضية شهدت البلاد سياسات تقشف وأوشكت على انهيار اقتصادى وشهدت الإطاحة بحكومة الحزب الشعبى بسبب فضيحة فساد.
لكن هذه المرة كان سعى إقليم كاتالونيا للانفصال، والذى تحول إلى العنف بعد سجن زعماء انفصاليين فى أكتوبر فى مقدمة اهتمامات الناخب الإسبانى.