قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إنه بعد مرور شهر على العدوان التركى على شمال سوريا، قامت الميليشيات التى تدعمها أنقرة بانتهاكات كثيرة ضد المدنيين، حسبما يقول سكان مناطق شمال سوريا، مما يقوض الهدف المعلن لتركيا وهو إنشاء منطقة آمنة للمدنيين.
فقد نزح نحو 200 ألف شخص داخليا بسبب العدوان التركى، بحسب ما تقول الأمم المتحدة، فالعائلات التى تشتت عبر شرق سوريا تقول إن الميليشيات التابعة لتركيا قد نفذت عمليات إعدام وضرب واختطاف أو احتجاز لأقاربهم ونهبوا منازلهم وأعمالهم وممتلكاتهم.
وكانت النتيجة، بحسب ما يقول اللاجئون، شكل من أشكال التطهير العرقى، عملية رأوا أنها هدفها جزئيا طرد السكان الأكراد والمتعاطفين معهم وإحلالهم بالعرب الموالين لتركيا.
وكانت تركيا قد بدأت هجومها عبر الحدود على سوريا فى التاسع من أكتوبر الماضى، بهدف إبعاد قوات حماية سوريا الديمقراطية بعيدا عن الحدود. وفوضت تركيا بشكل الأساسى قوة بالوكالة عنها وهى ميليشيا الجيش الوطنى السورى، والذى يتألف من مجموعة من المعارضين للرئيس بشار الأسد. وألقى العديد من السكان باللوم على الجيش الوطنى السورى فى عمليات السلب ضد المدنيين التى ألقت بالآلاف منهم خارج المنطقة.
واعترف أحد كبار الضباط الذين لهم صلة بالميليشيا بحدوث بعض الانتهاكات فى حقوق الإنسان لكنه زعم أن قوات حماية سوريا تبالغ فى بعضها.
ومن بين النازحين، فاتح حلاق يبلغ من العمر 38 عاما من بلدة راس العين فى شمال شرق سوريا، وكعربى من أصل تركى كان من بين هؤلاء الذين من كانوا من المتوقع أن يدعموا العزو التركى. لكنه قال فى مقابلة عبر الهاتف من مدينة الرقة التى هرب إليها مع عائلته إنه يكره الجيش السورى الوطنى، وقال إن الكراهية تملؤهم وهم متعطشون للدماء، فلا يفرقون بين عربى وكردى، مسلم أو غير مسلم. وقد اتصلوا به قبل الهجوم، وقالوا إنه كعربي مسلم من واجبه أن ينتفض ضد الأكراد ويساعد تركيا على غزو مدينته. لكن فاتح المؤيد لقوات حماسة سوريا رفض هذا التواصل وانضم إلى أصدقائها الأكراد الفارين من راس العين.