كشفت صحيفة "واشنطن بوست" عن الدور الذى تلعبه قوات العمليات الخاصة الأمريكية فى مساعدة القوات الأجنبية فى محاربة الإرهابيين. وتحدثت الصحيفة عن الدور الذى قامت به تلك القوات فى مساعدة الأمن التونسى على ملاحقة وقتل المسلحين الذين قاموا بعمليات إرهابية فى تونس العام الماضى.
وأشارت الصحيفة إلى قيام قوات الأمن التونسية بقتل تسعة من المسلحين المشتبه بهم العام الماضى بعد 10 أيام من هجومهم الدموى على سائحين غربيين، وهى العملية التى قالت عنها "واشنطن بوست" إنها كانت انتصار تحتاج إليه بشدة ديمقراطية تونس الهشة، التى كان قادتها يصارعون من أجل تحقيق وعود ثورتها.
ووصف المسئولون التونسيون العملية بأنها تتويج لنجاح القدرات المتزايدة فى مجال مكافحة الإرهاب، لكن ما لم يتحدث عنه هؤلاء المسئولون هو الدور الحيوى الذى قامت به قوات العمليات الخاصة الأمريكية فى المساعدة على التخطيط لهذه العملية وتنفيذها.
ووفقا لما قاله مسئولون أمريكيون وتونسيون، فإن الاتصالات الأمريكية تعقبت قائد المسلحين خالد شايب، الجزائرى المعروف أيضا باسم لقمان أبو صخر، وسمحت للقوات المحلية بالتمركز فى الصحراء. وساعد فريق أمريكى مكون من قوات العمليات الخاصة، بمساعدة أفراد من السى اى إيه، القوات التونسية على نصب الكمين الذى أوقع بالمسلحين، وأثناء المداهمة كانت هناك طائرة مراقبة أمريكية تحلق وفريق صغير من المستشارين الأمريكيين يقفون يساعدون من موقع قريب.
وقال الجنرال ديفيد رودريجز قائد القوات الأمريكية فى أفريقيا، إشادة لجهود مكافحة الإرهاب للقوات التونسية، لكنه رفض التعليق عى هذه العملية، وكذلك رفض السى أى إيه التعليق على الأمر.
وأوضحت الصحيفة أن العملية توضح الدور المركزى وغير المعروف لقوات العمليات الخاصة الأمريكية الذى تلعبيه فى مساعدة القوات الأجنبية فى التخطيط لمهام قاتلة ضد أهداف المسلحين وتنفيذها.
وذكرت الصحيفة أن القوات الأمريكية قدمت فى السنوات الأخيرة هذا النوع من الدعم العملياتى القريب، الذى تراوح بين أنشطة شملت ما هو معروف فى اللغة العسكرية بالمشورة القتالية أو المرافقة أو تمكين المساعدة، فى قائمة متزايدة من الدول خارج معاركها فى العراق وأفغانستان، وتشكل أوغندا وموريتانيا وكينيا وكولومبيا والفلبين وتونس.
وأكدت الصحيفة أن هذه الأنشطة حظيت بأهمية أكبر مع تراجع دور القتال المباشر للقوات الأمريكية فى الخارج فى عهد إدارة أوباما، والسعى بدلا من ذلك إلى تمكين القوات المحلية للتعامل مع تهديدات الإرهابيين.
وفى نفس الوقت فإن هذه المهام، ورغم أنها لم تنطوى على مخاطر كبيرة للأمريكيين، لم تؤثر بدرجة كبيرة على الصورة العامة للأمن فى الدول التى تعانى من مشكلات سياسية واقتصادية عميقة. وهذا النهج لبعض المحللين إنه ربما يقدم للولايات المتحدة والقوات الشريكة لها إحساسا زائفا بالأمن دون أن يكون هناك أثرا دائما كبيرا.