رأت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية، أن رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب عجل من حربه التجارية العالمية بفتح جبهتين جديدتين، وذلك بالإعلان عن فرض رسوم جمركية على واردات أمريكا من المعادن الصناعية من البرازيل والأرجنتين، فضلا عن تهديده بزيادة الرسوم الجمركية على عشرات المنتجات الفرنسية الشهيرة.
وذكرت الصحيفة- في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الثلاثاء- أن الإدارة الأمريكية تعتبر أن هذه الخطوات ضرورية؛ نظرا لتصرف شركاء الولايات المتحدة التجاريين على نحو غير عادل من أجل الإضرار بركائز البلاد الاقتصادية التقليدية وكذلك آمالها وطموحاتها في تحقيق الرفاهية مستقبلا.
وكتب ترامب في تغريدة على موقع (تويتر) للتواصل الاجتماعي، قائلا إنه أصدر أوامره بفرض رسوم جمركية جديدة على الصلب والألومنيوم الوارد من البرازيل والأرجنتين؛ لمواجهة ما أسماه "بخفض هائل في قيمة عملتيهما" على حساب المزارعين الأمريكيين.
وبعد ساعات من ذلك، أعلن كبير المفاوضين التجاريين الأمريكيين روبرت لايتزر، عن نتائج تحقيق استمر خمسة أشهر خلص إلى أن ضريبة الخدمات الرقمية في فرنسا تعد تمييزا ضد شركات الإنترنت الأمريكية، واقترح فرض رسوم إضافية تصل إلى 100% على منتجات فرنسية معينة في مقابل ذلك تبلغ قيمتها 4ر2 مليار دولار.
ورأت الصحيفة الأمريكية، أن هذا الاقتراح الذي ينتظر قرارًا رئاسيًا، يهدد بتكثيف الاحتكاكات التجارية عبر المحيط الأطلنطي، في ظل اتهامات ترامب بالفعل لشركات صناعة السيارات الأوروبية بالاستمتاع بحماية حكوماتهم من المنافسة الأمريكية.
وفي هذا الصدد، اعتبر لايتزر الضريبة الفرنسية "بأنها تمييز ضد الشركات الأمريكية وتتعارض مع المبادىء السائدة للسياسة الضريبية الدولية وتشكل عبئًا غير عادي على الشركات الأمريكية المتأثرة.
وأضافت (واشنطن بوست) أن هذا السيل من القرارات الحمائية يأتي في وقت لا تزال فيه سياسة الرئيس ترامب (أمريكا أولاً) التجارية متعثرة على طاولة المفاوضات وفي الكونجرس الأمريكي قبل أقل من عام من الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
وأشارت إلى أنه على الرغم من سفر ترامب إلى لندن لحضور قمة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، لا تزال جميع العناصر الأساسية لصنع السياسة على أساس نهج ترامب من العمل الجريء والاقتصاد المثير للجدل والتفاصيل المتفرقة هي المسيطرة في واشنطن.
واختتمت (واشنطن بوست) تقريرها بالقول إن تداعيات قرار ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة تلقي بظلالها لتشوش على احتمالات إجراء محادثات مستقبلية أو استمرار أخرى جارية مع دول في آسيا وأوروبا.