كشفت صحيفة افتاب يزد الإصلاحية، عن مخاوف تعترى الأصوليين فى إيران من فشلهم فى الانتخابات البرلمانية، وانعدام المنافس تحول من فرصة أمام هذا التيار لأداة تشكل ضغطا عليه، ويتخوفون من الاخفاق فى عدم استقطاب أصوات الجماهير الإيرانية لصالحهم، لذا قالت الصحيفة أن هذا التيار لجأ لـ "دين".
ورغم انفراده بالساحة وغياب المنافس للتيار الأصولى فى إيران الذى يمتلك نصيب الأسد من عدد المرشحين بالانتخابات التشريعية المزمع عقدها يوم الجمعة المقبلة، يخشى هذا المعسكر الهزيمة، وفقا لتقرير الصحيفة.
لجوء هذا التيار للدين تمثل فى تقرير نشرته صحيفة كيهان المتشددة والمقربة من المرشد الأعلى، والتى حثت بطريقتها على المشاركة، وقالت "مشاركة الكوادر الثورية والشعبية تكليف دينى ووطنى، وأى خطوة تشكل ضررا عليها هى إجراء غير شرعى ويتعارض مع المصالح الوطنية".
ليس الإعلام المقرب من التيار الأصولى وحسب، حيث عبر نواب أصوليين عن هذه المخاوف، وفى هذا السياق حذر محمد رضا باهنر النائب المحافظ، من هزيمة الأصوليين فى طهران حال قدم هذا التيار قائمتين للتنافس على هذه مقاعد العاصمة الـ 30، وقال مخاطبا التيار الأصولى "تحت أى ظرف لا ينبغى علينا أن نطمئن أنفسنا بالفوز".
ويوم الجمعة المقبلة سيكون يوما مصيريا للتيار المحافظ فى إيران، لأن هذا التيار يرى أن هذا الاستحقاق هو الفرصة الوحيدة لكسب المزيد من القوة واحكام قبضته على الحكم ليس هذا فحسب، بل لان الانتخابات برمتها تحولت ايضا لجانب يمس سمعة وهیبة الأصوليين فى الداخل، قد يمثل أيضا استفتاء على شرعيتهم فى الشارع.
وتجرى الانتخابات البرلمانية يوم الجمعة المقبلة، ويتنافس 7 آلاف و148 مرشح على 290 مقعد فى البرلمان الايرانى، ويحق لـ 57 مليون و918 ألف شخص التصويت فى هذا الاستحقاق، وتعد الانتخابات أول اختبار واستحقاق تخوضه طهران منذ الأزمات التى عصفت بها مؤخرًا عقب اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليمانى 3 يناير الماضى، ونهوض احتجاجات فى البلاد غاضبة جراء إسقاط الحرس الثورى طائرة ركاب أوكرانية تقل إيرانيين ومقتل جميع ركابها.
وتجرى بالتزامن مع انتخابات البرلمان، الجولة التكميلية الاولى من الدورة الخامسة لمجلس خبراء القيادة، وخبراء القيادة، هو هيئة تتمتع بنفوذ قوى فى قيادة العملية السياسية فى إيران وتعد مهامه هى اختيار المرشد الأعلى حال فراغ المنصب، بحسب المادة 107 من الدستور الإيرانى، وخلعه إذا ثبت عجزه عن أداء واجباته بحسب المادة 110، وقد قام أعضاء المجلس بهذا الدور مرة واحدة فقط، وذلك حينما اجتمعوا فورا فى أعقاب وفاة آية الله الخمينى ليختاروا آية الله على خامنئى خلفًا له عام 1989.
ويضم مجلس الخبراء 88 عضوًا، من رجال الدين ممن يعرف عنهم التقوى والعلم يتم اختيارهم بالاستفتاء الشعبى المباشر لدورة واحدة كل ثمانى سنوات.