يدلى الإيرانيون، بصوتهم اليوم، الجمعة في الانتخابات التشريعية ، لاختيار ممثليهم في البرلمان من بين أكثر من 17 ألف مرشح لشغل 290 مقعد، وأغلب هؤلاء المرشحين ينتمون إلى التيار المحافظ والأصوليين، واقصى مجلس صيانة الدستور المسند إليه مهام دراسة أهلية المرشحين، آلاف من المرشحين الإصلاحيين، ومنعهم من خوض السباق الانتخابى.. فما هي التركيبة الجديدة للبرلمان الإيراني.
ومع اكتساح مرشحى التيار المحافظ والأصوليين الشباق الانتخابى، ينحصر المنافسة في هذا التيار، ورغم أن قلة قليلة من المرشحين الإصلاحيين يخوضون السباق الانتخابى إلا أنه من المتوقع أن يفقد التيار الاصلاحى والمعتدل الأغلبية فى هذه الدورة البرلمانية، ولاسيما مقاعد طهران التي استحوذت عليها كتلة "اميد" الأمل الإصلاحية والتي انبثقت عن ائتلاف الإصلاحيين والمحافظين التقليديين في انتخابات 2016، ووصل عدد أعضاءها إلى 102 عضو بحسب زعيمها محمد رضا عارف.
وخيبت الكتلة الإصلاحية في البرلمان الإيراني المنتهى دورته، آمال الإيرانيين الراغبين في ادخال إصلاحات في البلاد والانفتاح على العالم، ولم تتحقق وعودها، وخسر هذا التيار قاعدته ورصيده الاجتماعي فى الشارع الإيرانى لاسيما بعد الأزمة الاقتصادية وموجة الاحتجاجات العنيفة التي هزت البلاد ديسمبر ويناير الماضى، وعدم تنفيذ روحانى لوعوده ما أدى إلى حالة من الإحباط تسود الشارع الإيرانى.
الفوز المحتمل، للتيار المحافظ والأصوليين بالأغلبية في البرلمان الجديد، قد يكون مؤشرا على أن هذه الدورة الممتدة لـ 4 سنوات لن يكون فيها البرلمان على وفاق مع الرئيس المحسوب على الإصلاحيين روحانى، بل سيكون سيفا على رقبته في حال طرح المتشددون "عدم الكفاية السياسية للرئيس التي ينص عليه الدستور "، للإطاحة به على غرار الرئيس الإيرانى الأسبق بنى صدر، ويبدو أن المتشددين بدوا يكشروا عن أنيابهم لروحانى حتى قبل دخولهم البرلمان، حيث أطلق المرشح المتشدد حميد رسايي هاشتاج على تويتر "روحانى يجب أن يرحل" وجعله شعار حملته الانتخابية!.
وتشير التقارير أيضا إلى أنه من المرجح أن يصل محمد باقر قاليباف رئيس بلدية طهران الأسبق وهو رجل ذو خلفية عسكرية وكان جنرال سابق بالحرس الثورى، الى رئاسة البرلمان، وقد يجرى تسوية حساب سياسية مع روحانى، فقد خسر معركة الانتخابات الرئاسية في مايو 2017، بعد أن انسحب وقتها من المنافسة الرئاسية ودعم المرشح المتشدد إبراهيم رئيسى أمام روحانى.
جير بالذكر أنه، يتنافس في الانتخابات التشريعية في إيران 7 آلاف و 148 مرشح على 290 مقعد في البرلمان الايرانى، و يحق لـ 57 مليون و 918 ألف شخص التصويت فى هذا الاستحقاق.
وتجرى بالتزامن مع انتخابات البرلمان، الجولة التكميلية الاولى من الدورة الخامسة لمجلس خبراء القيادة، وخبراء القيادة، هو هيئة تتمتع بنفوذ قوى فى قيادة العملية السياسية فى إيران وتعد مهامه هي اختيار المرشد الأعلى حال فراغ المنصب، بحسب المادة 107 من الدستور الإيرانى، وخلعه إذا ثبت عجزه عن أداء واجباته بحسب المادة 110، وقد قام أعضاء المجلس بهذا الدور مرة واحدة فقط، وذلك حينما اجتمعوا فورا فى أعقاب وفاة آية الله الخمينى ليختاروا آية الله على خامنئى خلفًا له عام 1989.
ويضم مجلس الخبراء 88 عضوًا، من رجال الدين ممن يعرف عنهم التقوى والعلم يتم اختيارهم بالاستفتاء الشعبي المباشر لدورة واحدة كل ثمانى سنوات.