رأى خبير الأمراض المعدية الأمريكى، أنطوني فاوتشى، أنه لن يكون من الضروري اتخاذ تدابير عزل جديدة في الولايات المتحدة رغم ارتفاع عدد الإصابات في بعض الولايات .
وقال كبير علماء الأوبئة لدى البيت الأبيض "لا أعتقد أننا سنتحدث عن الرجوع إلى الإغلاق، أعتقد أننا سنتحدث عن محاولة التحكم بشكل أفضل بتلك المناطق من البلاد التى يبدو أنها تعانى زيادة في عدد الحالات".
ونقلت قناة فرانس 24 ، عن الدكتور فاوتشي في مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس، بشأن إدارة الولايات المتحدة لأزمة المرض الناجم عن فيروس كورونا المستجدّ، قوله "كان بامكاننا القيام بالكثير من الأمور بطريقة أفضل".
وشدد على ضرورة اتباع نهج محلى في كل مرحلة من العودة إلى الوضع الطبيعي في البلاد، بما في ذلك في ما يتعلّق بالمسألة الحاسمة حول موعد إعادة فتح المدارس.
وأشار إلى أنه في "المقاطعات التى لا توجد فيها حالات إصابة على الإطلاق، ليست هناك مشكلة في فتح المدارس"، وأضاف أنّ في أجزاء أخرى من البلاد "يوجد عدد ضئيل من الإصابات، (وهي أماكن) يمكن فيها تأخير فتح المدارس".
وتابع "هناك أيضاً أماكن في البلاد حيث (معدّل) العدوى في حدّه الأدنى، وينبغي إذاً تغيير الروتين فيها: اتباع التناوب في الأيام، صباحاً أو بعد الظهر، تأمين التباعد بين الناس وفرض وضع الكمامات".
- "معجب جداً" -
وبدا فاوتشي حذراً جداً بشأن السفر، وقال إنه من الواضح أن هناك مصلحة في العودة إلى "شكل معيّن من الوضع الطبيعي في مبادلاتنا مع الدول الأخرى".
إلا أن مستشار ترامب لشؤون الوباء لم يجازف في توقع موعد إعادة تسيير الرحلات مع أوروبا، مؤكداً أنه يتمّ تقييم الوضع بشكل يومي.
ولم تبدأ الولايات المتحدة بعد بفتح الحدود مع الدول المجاورة لها في أميركا الشمالية؛ فالحدود مغلقة أمام التنقلات غير الأساسية مع المكسيك وكندا لمدة شهر، حتى 21 يوليو.
والولايات المتّحدة هي وبفارق شاسع عن سائر دول العالم، البلد الأكثر تضرّراً جرّاء جائحة كوفيد-19، من حيث عدد الإصابات والوفيات. وسجّلت البلاد قرابة 120 ألف وفاة.
لكن في حين نجحت البؤر السابقة للمرض في البلاد على غرار نيويورك ونيوجيرسي، في السيطرة على تفشي المرض، فإن الفيروس ينتشر حاليا في حوالى عشرين ولاية، خصوصاً في جنوب وغرب البلاد.
ويعزو فاوتشي سبب هذا التفاوت إلى واقع أن الولايات الأميركية لم تفرض العزل ولم تخرج منه في الوقت نفسه، خلافاً لدول أخرى، وأعرب عن قلقه لعدم احترام توصيات السلطات بشأن وضع الكمامات.
فقال "هناك مجموعات تحترم ذلك بشكل صارم. وبعدها ترون صوراً لأشخاص في حانات وتجمعات من دون (كمامات)، إذاً هناك من كل شيء".
وكرر الطبيب الاختصاصي في علم المناعة الذي عُرف بمكافحته أمراضاً كثيرة مثل الأيدز والإيبولا، ما قاله سابقاً حول ثقته باكتشاف لقاح ضد المرض.
وأوضح "بما أن الكثير من الأشخاص تمكنوا من التعافي بشكل طبيعي (من الفيروس)، يمكننا منطقياً الافتراض أننا إذا قدّمنا للجسم مولد ضد مشابه للعدوى (...) فالجسم سيولد استجابة مناعية"، وأضاف "يبقى أن نرى الوقت الذي ستبقى فيه هذه الاستجابة فاعلة".
وقال الطبيب الذي يحظى بشهرة عالمية، إنه "معجب جداً" بنتائج دراسة مهمة، تفيد أن الجزيء الستيرويدي "ديكساميثازون" قادر على إنقاذ ثلث المصابين بكوفيد-19 الذين تعد حالاتهم الأكثر خطورة، إلا أنه حذّر من وصفه بشكل مبكر، بسبب آثاره القوية المثبطة للمناعة.